|


محمد السلوم
الكبار(يتسلون) بـالصغار
2011-09-06
بلغ العد التنازلي لانطلاق دوري زين السعودي للمحترفين مراحله الأخيرة، وسيشهد يوم الجمعة التاسع من سبتمبر الحالي عودة الأنظار للملاعب السعودية ومعها الصخب والإثارة وسط تفاوت استعدادات أربعة عشر فريقا لمشوار طويل الرابح فيه من أتى للملاعب باستعداد فني كبير ونفس طويل ومال وفير وحسن تدبير.
ومع أن الكل استعد في الداخل والخارج وعبر الدورات الودية الدولية في أبوظبي وبني ياس والرياض، إلا أن الطموحات مختلفة، فهناك الداخل بثقة لتحقيق البطولة والداخل بأماني الحصول عليها، ومنهم حلمه بلوغ المربع الآسيوي، وآخرون يتطلعون للمنطقة الدافئة للتأهل لكأس الملك للأبطال، والضعفاء بأماني البقاء في الأضواء فقط.
وجدول الأسبوع الأول من الدوري ليومي الجمعة والسبت المقبلين ووفق المقاييس الفنية التي تشير إلى أن الكبار فنيا (سيتسلون) بالصغار من الأندية ذات الوزن الفني الخفيف، واحتمالات مهرجانات الأهداف واردة لفارق الإمكانات الفنية إن لم تحصل مفاجآت، وإن حصلت فهو إيذانا بالإثارة المبكرة.
والمؤشرات الفنية تقول إن الاتحاد على أرضه سيشتت التعاون، والاتفاق سيقتحم باب القادسية، والفتح سيفتح مرمى نجران، والنصر في الرياض سيكون رائدا على حساب الرائد، والشباب سيؤدي عرضة العيد في مرمى الفيصلي بالمجمعة.
كما أن من سوء حظ الضيفين الجديدين على دوري زين مواجهة الأبطال في أولى لقاءاتهما، فالأنصار سيكرمه الأهلي بطل كأس الملك، وهجر سيواجه على أرضه بطش الهلال بطل الدوري وكأس ولي العهد.
وعلى الرغم من أن الفرق الجماهيرية الكبرى لن تواجه في مستهل الدوري فرقا صعبة، إلا أن كل الفرق ستخضع في لقاءات الجمعة والسبت للاختبار الأول لمستوياتها ولمحترفيها من اللاعبين الأجانب والمدربين الجدد.
وستتركز الأنظار على المحترفين الجدد لأندية النصر والهلال والشباب والاتحاد تحديدا، ومن الجماهير سيسعد في انطباعه الأول بأجانبه الجدد ومنهم من سيندم على الراحلين، والندم لايلد إلا ندما إذا كان الراحلون من الفتاكين المعروفين وأهم أسلحة الفريق.
وقد يكون الهلال هذا الموسم الذي عرف بتميزه بلاعبيه الأجانب في السنوات الأخيرة ليس في حال جيدة، وربما يدفع ثمن تفريطه في إعارة الثلاثي الخطير الروماني رادوي وياسر القحطاني إلى نادي العين الإماراتي والسويدي ويلي إلى النادي الأهلي القطري تحت ضغط الحاجة إلى السيولة.
وربما يواجه صعوبة بالغة في مشاركاته المحلية والآسيوية، والأداء الذي قدمه في دورة الرياض الودية ينبئ بمتاعب كثيرة ستواجه الفريق الأزرق إن لم يتحسن وضعه.
وقد يحل الندم بجماهير الهلال والسخط على إدارتها وهي تتوجس خيفة من مستوى أجانبها الجدد إذا لجأوا بمقارنتهم برادوي وويلي وياسر أفضل هداف سعودي ارتدى الفانلة الزرقاء، الذي يمكن القول عنه بأنه الغائب الحاضر في أذهان الهلاليين.
ومع أن الأسبوع الأول ليس مؤشرا للحكم على اللاعبين، إلا أن له دلالاته الانطباعية الأولية، وأكاد أجزم بأن جماهير العالمي لن تتذكر أياً من محترفيها الأجانب الراحلين سوى الكويتي بدر المطوع.. إن لم ينجح الكولمبي خوان بابلو بينو المعار من غلطة سراي التركي لمدة موسم كروي في سد الفراغ مع الآسيوي القادم.
يبقى القول إن مشوار الدوري طويل، وكل الفرق تحتاج إلى الوقت للحكم على مستوياتها وخاصة اللاعبين الأجانب القادمين للدوري لأول مرة، مع الأمل أن يكون دوري الموسم الجديد قوي فنيا وجماهيريا، وأن تتلاشى أخطاء التحكيم القاتلة لإحداث أكبر قدر من الارتياح للفرق وجماهيرها، وأن يكون احترام المنافسين أدبيا وفنيا وتطبيق الأنظمة على الجميع دون محاباة أحد على حساب أحد هو المعيار المطبق.
وإذا لمس العدل على أرض الملاعب وعند اللجان الكروية وفي الإعلام أيضا، ففي ذلك البلسم للجميع ليتحقق الارتياح ومعادلة الاحترام مقابل الاحترام من الجميع، وهوهدف حملة الاحترام التي ستنطلق مع الموسم هادفة إلى بلورة مفهوم رياضي صحي.