|


محمد السلوم
إهانة العالمي بالمحلي
2011-08-30
يبدو أن إدارة النصر صديقة نفسها ورأيها وماضية لتنفيذ ما تريد هي فقط ولا تلتفت للآراء الأخرى كما أنها عاجزة و(كسيحة) أيضاً في قراءة وتحليل رجع الصدى الجماهيري التي قابل معظمها الشعار الجديد بالاستياء والاستهجان والرفض وكأن إدارة النصر تريد –بلا قصد- إهانة الفريق النصراوي العالمي بشعار محلي وبدائي الفكرة أيضاً
والأنباء التي تتحدث عن (قرب) تدشين أطقم الفريق الأول (خلال أيام) وتحمل الشعار الغريب الذي سمي شعار النادي الجديد، يؤشر إلى أن الإدارة معزولة أو هي في عزلة عن صدى صوت الجماهير التي ترفض حشر التاج والسنابل في شعار ناديها.
والشعار الجديد الذي لا يمثل الواقع النصراوي إطلاقاً فالنادي العالمي أهين بفرض شعار هو أقرب لأن يكون شعاراً لشيوخ قبائل إفريقيا البدائية، وخلا من لمسات لغة العصر الجديد الإبداعية المكيفة لمصلحة المتغيرات الإيجابية الحالية والمنتظرة في عصر الاحتراف والتسويق والاستثمار الرياضي.
وكنت في مقال سابق في (الرياضية) نشر في 14ـ8ـ2011 قد ذكرت أن الجماهير الرياضية تعرف أن النصر ليس ناديّاً ملكيّاً ولا غيره من الأندية السعودية الأخرى ولا حتى أهلي جدة الفريق الأكثر فوزاً بكأس الملك لعدم وجود الرابط الاسمي كما هو الحال لريال مدريد.
ويبدو أن الإدارة النصراوية بعنادها الذي لا مبرر له إلا العناد والعناد فقط حتى لو كان ضد رغبة الجماهير تعجل في كتابة نهايتها قبل انتهاء أجلها بعد عامين خاصة وأن المؤشرات الأولية لا تنبئ بنصر متغيّر عن الأعوام السابقة.
كما أن التأخر في التعاقد مع بقية اللاعبين الأجانب يؤشر إلى العجز المالي المستمر الذي تعانيه إدارة النصر الناتج من تعاظم احتياجات الفريق وسوء الإدارة ليس بعيداً عن أسباب تنامي العجز.
(وهذا يعني أن الإدارة ربما تقول إنها أجلت التعاقد مع اللاعبين الاثنين إلى الفترة الشتوية حرصاً على دقة الاختيار!).
ومن عجائب الشرفيين النصراويين وليس الشعار انسحاب أحد من عضوية النادي محتجاً على الوضع واصفاً الكيان النصراوي بأنه مختطفاً من أربعة أشخاص.. وفي رواية أخري (ثلاثة أشخاص ونصف).
والمنسحب من العضوية الشرفية النصراوية اختار أن يكون مشجعاً مع الجماهير، ونسي أن الجماهير هي التي طردته من ملعب النادي احتجاجاً على مواقفة السلبية التي منها التلكؤ في دفع أكثر من ثلاثة ملايين ريال مستحقات للنادي على شركته وتحريك موقع إليكتروني لمهاجمة الإدارة والسخرية منها بشكل مستمر.
وهذا يعني أن الانسحاب هو ضمن مسلسل تراجيدي كوميدي مسرحي سيئ الإخراج والتنفيذ لإحراج الإدارة الحالية والتي هي الأخرى تسيء لنفسها دون علمها.. وما الشعار الأخير إلى علامة واضحة على سوء الاختيار.
يبقى القول إن تدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب تفرضه المصلحة العامة للنادي وجماهيره، وهي المالكة لجميع الأندية السعودية والحريصة على يكون العنوان الاستثماري والشعار لكل نادٍ متوافقاً مع المتطلبات الحديثة، ومعبراً عن شخصية النادي الحقيقية من خلال أعظم إنجازاته.
وبقاء الرئاسة العامة لرعية الشباب متفرجة أمام عبث البعض ولنقل اجتهادهم في اختراع شعارات لا تعبر عن النادي وتاريخه وعصر ثورة الاتصالات والاستثمارات سيلحق ضرراً كبيراً باستثمارات النادي على المدى المنظور خاصة وأن الكثير من الجماهير ترفض أن يحمل ناديها شعاراً بدائياً.
ويمكن قياس الغضبة الجماهيرية النصراوية التي تجاهلتها الإدارة من خلال استطلاع على موقع الاتحاد السعودي لكرة القدم أو هيئة المحترفين التي يفترض أن يكون لها رأي استشاري في تصميم الشعارات لعلاقته بالجوانب الاستثمارية والتسويقية.
وتبقى إشارة أن حشر التاج (القشطوي) في الشعار الفوضوي الجديد للنصر ما هو إلى تصرف استباقي لإثارة الأندية الأخرى التي تفكر وبعض جماهيرها مثل هذا التفكير الرجعي الذي بدأته إدارة النصر.