|


محمد السلوم
(بني ياس) تنذر النصر
2011-08-25
يمكن القول إن دورة بني ياس الدولية الودية لكرة القدم التي شارك فيها النصر بمثابة الإنذار المبكر للجهازين الإداري والفني لمعالجة الخلل الواضح في خط الوسط والهجوم والدفاع أيضا.
واللقاءات الثلاثة التي لعبها النصر يجمعها ضعف الترابط بين خطوط الفريق واستمرار فوضى التمريرات غير المتقنة في الغالب بين اللاعبين وانكشاف دفاعه بسهولة والذي استقبل أربعة أهداف في ثلاث مباريات وسجل هجومه سبعة أهداف على الرغم من أنه لم يخض مواجهات قوية أمام فرق كبيرة من الوزن الفني الثقيل.
وأظهرت المؤشرات الفنية الأولية المبكرة للقاءات الثلاثة بالخسارة لمباراته الأولى بهدفين لهدف أمام المنظم فريق بني ياس والفوز على فريق الصفاقسي التونسي بهدفين لهدف وعلى فريق الجيش السوري بأربعة أهداف مقابل هدف.. أظهرت الحاجة القصوى لصانع ألعاب ماهر ومهاجم ذكي.
ومن المؤكد أن العيون الفنية في الإدارة النصراوية قد ظهرت لها المواصفات التي يفترض توافرها في اللاعبين المطلوبين في الوسط والهجوم وخاصة في خط الوسط، وتتمنى الجماهير النصراوية أن يكون في أجانب هذا الموسم إضافة مهمة وفاعلة وقوية للفريق.
والإضافة المهمة التي تنتظرها الجماهير النصراوية هي أن ترى فريقاً متجانسا قويا ذا شخصية مميزة وهيبة مخيفة يراهن علية محليا وقاريا، أن ترى فريقاً يعيد ذكريات مجد الماضي المفقود من سنين وطال انتظاره على جماهير العالمي.
ويمكن القول إن المؤشرات الأولية تقول إن كل خطوط النصر عدا حراسة المرمى التي تألق فيها خالد راضي مهزوزة والجرح الدفاعي مازال مفتوحاً وبسهولة اختراقه من العمق، والوسط ركض ضائع بلا تركيز، وهجوم تائه أكثر من الرجوع إلى الخلف بحثاً عن الكرة.
ولعل انضمام النجم خالد الغامدي الظهير العصري الواعد يعزز من الدفاع ويعيد عمر هوساوي إلى مركزه الأصلي كقلب دفاع إلى جانب المدافع الجزائري عنتر يحيى بالإضافة إلى مصدر الأمان للفريق بكامله النجم الذهبي المتجدد حسين عبد الغني.
صحيح أن دورة بني ياس الدولية التي تقام في أجواء مناخية أشبه بـ(حمام سونا) غير كافية للحكم على الفريق بشكله الفني الجديد مع المدرب الأرجنتيني جوستافو كوستاس إلا أن النصر في بني ياس لم يقدم عملا فنياً منظماً يعطي مؤشراً واضحاً أن ثمة تطور إيجابي لافت في مستواه.
لكن الثابت في المعادلة الفنية النصراوية أن الفريق بحاجة ملحة إلى صانع ألعاب مؤثر ومغذي للمهاجمين بكرات تحتاج فقط للمسة الأخيرة لإسكانها الهدف ومتى ما نجحت الإدارة والجهاز الفني في إيجاد هذه المواصفات يمكن القول إن مشكلة صانع الألعاب تم حلها وأن المهاجمين سيجدون متعهد تمريرات ذكية لتسجيل الأهداف.
فالتحرك الفني المبرمج لم يظهر في النصر بعد، ولا دلائل أولية على ظهوره في غياب اللاعب المؤثر الذي يملك إمكانية قيادة البرمجة وبالتالي لا خطر في النصر حتى الآن ظهر في ملعب بني ياس.
وكنت قد ذكرت في مقال (تفاؤلي) سابق في “الرياضية” أن المدرب الأرجنتيني الجديد كوستاس إذا نجح في برمجة خططه وتحديدا في علاج خط الوسط صنع الخطر للنصر إلا أن المؤشرات الأولية لا تنبئ عن الخطر المنشود الذي يصنع النصر للنصر.
يبقى القول إن اللاعبين الجديدين القادمين في الوسط والهجوم هما من سيساهمان في صنع الخطر في النصر، وإعادة التوازن لخطي الوسط والهجوم وبدون توافر صانع أهداف ماهر تمريراته لا تخطئ قدم أو رأس المهاجم، وهداف سريع ذكي يستثمر المجهود فإن النصر سيواجه متاعب كبيرة في استثمار جهود لاعبيه.