|


محمد السلوم
ياسر يحترف عند الجيران
2011-08-16
بعد النجم الكروي الكبير حسين عبد الغني النجم الأهلاوي السابق والقائد النصراوي الحالي الذي احترف في سويسرا في نادي نيو شاتل، غادر الملاعب السعودية نجم كبير أيضا هو القائد الهلالي ياسر القحطاني للاحتراف في العين الإماراتي لمدة عام بنظام الإعارة.
ويمكن القول إن اللاعبين هما الأبرز في تاريخ احتراف اللاعبين السعوديين بالخارج، والفرق بين اللاعبين أن ياسر احترف عند الجيران في نادي العين الإماراتي معارا من ناديه لمدة عام ولم يذهب لمسافة بعيدة كتلك التي ذهب إليها عبد الغني الذي احترف في أوروبا أرض الاحتراف الفعلية.
والرابط بين احتراف النجمين الكبيرين أن كلا منهما بلغ به الملل مبلغه ولم يعدان قادرين على اللعب وسط ظروف غير مريحة لهما في نادييهما.. فرضت عليهما البحث عن مواقع أخرى، وهو مافعله ياسرعلى غرار عبد الغني الذي قال إنه انتقل إلى العين برغبته وبدعم من مدربه السابق كوزمين.
كلام اللاعب ياسرالقحطاني لـ”الرياضية” في مطارالملك خالد الدولي بالرياض قبيل المغادرة إلى ناديه الجديد من أن هناك ثمة ظروف أجبرته على ترك الهلال، وكلام والده سعيد القحطاني.. من أن الفريق الهلالي خذل ابنه وهو الخاسرمن ذهابه إلى العين، يؤكد أن نجم الهجوم السعودي تعرض في فريقه السابق إلى المضايقة والضغط النفسي.
والضغط الذي تعرض له ياسر ولم يشأ الحديث عنه ليس ضغطا من الإعلام أو الجماهير وإنما من داخل النادي، لوجود قوى على مايبدو لاتريد أحدا من نجوم الهلال أن يتجاوز حدوداً معينة.
فالنجم الأول هلاليا يجب أن يبقى هو الأول مهما كانت الأوضاع حتى لو تم اللجوء إلى أسلوب التحطيم النفسي المبرمج، وهو الذي عانى منه ياسر كثيرا وأثرعلى مستواه وتسجيله الأهداف في المواسم الماضية.
وما تعرض له ياسر سبق أن تعرض له نجم الهلال المميز نواف التمياط والمحلل الرياضي البارز في قنوات الجزيرة الرياضية، الذي لازال (البعض) يلاحقه لتسديد قيمة حفل اعتزاله، والحال كذلك لنجم الحراسة الآسيوية محمد الدعيع الذي فرض عليه الاعتزال فجأة كما فرض عليه البقاء خارج تشكيلة المنتخب الأساسية في مونديال ألمانيا عام 2006 وهو في كامل توهجه ووعد بالتكريم ولم يكرم حتى الآن.
وقد يتجاوز ياسر في العين مايعتقد أنها كوابيس من الضغوط أثرت على مستواه، إلا أن المراهنة على عودته لمستواه السابق غير مضمونة النتائج لعدة عوامل، منها كثرة الإصابات وملامسة عمر ياسر لحاجز الثلاثين، وتداعيات الظروف النفسية السابقة التي من الصعب أن تنجلي بمجرد الانتقال إلى ناد آخر، ولعلها تنجلي ليعود ياسر نجما وهدافا للمنتخب.
يبقى القول: إن احتراف ياسر في نادي العين الإماراتي يمثل فرصة جيدة لياسر لتحسين مستواه المفقود منذ ثلاث سنوات، ويوفر له أجواء أفضل بعد زوال عوامل النكد التي مر بها في ناديه (السابق)، مع التسليم بصعوبة عودته لمستواه المعروف على خلفية المتاعب النفسية التي تعرض لها أو تلك التي (ورط نفسه) فيها.
كما أن صفقة انتقال ياسر التي قيل من الجانب الهلالي إنها تقترب من 12 مليون ريال لمدة عام بعد خصم حصة اللاعب ياسر البالغة خمسة ملايين ريال، ستدعم خزينة النادي التي تواجه عجزا ماليا لمواجهة متطلبات الموسم الجديد الذي سينطلق يوم التاسع من سبتمبر المقبل.
وتبقي إشارة إلى أن النجوم المميزين من أجانب وسعوديين هم أشبه بالأصول المتداولة التي يتم تسييلها عند الحاجة لتغطية مراكزمكشوفة أوإعادة انتنشار للمحفظة الاستثمارية، وهذا هو الفرق بين إدارة ناد تتورط في لاعبين وتدفع للتخلص منهم، وبين أخرى تقبض ثمناً من مغادرتهم بالإعارة أو الانتقال كما هو الحال مع ثلاثة نجوم لعبوا للهلال هم نيفيز ورادوي وياسر.