|


محمد السلوم
النصر ليس نادياً زراعياً
2011-08-14
جماهير نادي النصر شبعت قهراً ومللاً وجدلاً وطفشاً ونكداً من الاجتهادات الإدارية والفنية في المواسم الماضية ولم تعد قادرة على قبول المزيد منها على المستوى الفني لكرة القدم، لتأتي الإدارة وتستفزها قبل بدء الموسم الجديد بتقديم شعار (بدائي) جديد للنادي خالٍ من اللمسات الإبداعية المكيّفة لمصلحة المتغيرات الإيجابية الحالية والمنتظرة في عصر الاحتراف والتسويق والاستثمار الرياضي.
فقد قوبل الشعار الجديد لنادي النصر بالاستهجان من غالبية الجماهير النصراوية قبل غيرها قياساً على ما ورد في منتدياتها وغيرها من وسائل الإعلام والاتصال من امتعاض وتندر وسخرية أيضاً بالشعار الجديد.
واللافت في الشعار الجديد دخول إضافتين جديدتين سلبيتين لا محل لهما من الإعراب في تاريخ النصر، هما التاج والسنبلة، وتلكما الإضافتان هما أقرب إلى البدع وأبعد ما تكون عن الإبداع.
وحشر التاج والسنابل حشراً لا مبرر له في شعار النادي العالمي يؤشر إلى خلل ما في الفكر الإداري وأعضاء الشرف المؤثرين -إذا كان أخذ رأيهم-.. وأظنهم علموا بالشعار كما علم الجمهور؛ وتلك مؤشرات لا تنبئ بتعافي الجسم الإداري النصراوي.
فالجماهير الرياضية تعرف أن النصر ليس ناديّاً ملكيّاً ولا غيره من الأندية السعودية الأخرى ولا حتي أهلي جدة الفريق الأكثر فوزاً بكأس الملك لعدم وجود الرابط الاسمي كما هو الحال لريال مدريد.. كما أن النصر ليس ناديّاً زراعيّاً، إلا إذا كان من ضمن خطط الإدارة إدراج زراعة القمح والشعير أيضاً والمتاجرة فيهما ضمن نشاطاتها الاستثمارية مستقبلاً.
وعلى الأرجح كما بدا الشعار (البدائي) لكيان كبير بحجم النصر وحجم ردة فعل الجماهير أن مصمميه ومعتمديه خارج الزمن الاحترافي والاستثماري.. وقد تفرض قوة الضغط الجماهيرية المتصاعدة على الإدارة تغييره بالسرعة الممكنة أو الاكتفاء بالشعار القديم لحين تصميم جديد يتوافق وعالمية النصر.
وإذا عاندت الإدارة الجماهير (أيضاً) فهذا يعني أن ثمة صداماً مبكراً وشيك الوقوع مع إدارة الأمير فيصل قد لا تكون عواقبه جيدة إذا لم تحسن الإدارة قراءة ردة فعل الجماهير.
فقد خلا الشعار الجديد من أيّ لمسة فنية واحترافية ويفترض أن يستعين النادي بأحد بيوت الخبرة الكبيرة في تصميم وتطوير الشعارات أو أن يطرحه في منافسة لاختيار الأميز والأنسب للمرحلة الاحترافية والتسويقية والاستثمارية.
وبدا الشعار الجديد الذي دشنه مساء يوم الخميس الماضي رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي كما لو كان صمم في مكتب خطاط من الدرجة الرابعة قدم له مجموعة من الهواة عدة أفكار ملتقطة من هنا وهناك أفضت إلى التصميم الجديد (المضحك) لجماهير العالمي قبل غيرها.
يبقى القول إن الشعارعادة ما يكون من حيث الشكل والمضمون معبراً عن النشاط بالإضافة إلى ميزة الشكل الجمالي البسيط والسلس في تصميمة وفق المعايير الصحيحة لتصميم الشعارات الجديدة أو تطوير القديم منها التي عادة لا تزيد الكلمات والألوان عن ثلاثة عناصر.
وكان حري بإدارة النصر أن تلغي الشعار السابق تماماً رغم دلالاته الجميلة وأن تعتمد شعاراً جديداً يعبر عن عالمية النصر يرتكز على خريطة العالم مصممة بأسلوب فني إبداعي ويفرغ فيها المعلومات المختصرة عن النادي وتحاط الخريطة العالمية بإطار رفيع يكتب في أعلاه العالمي بالعربي والإنجليزي والجزء السفلي تاريخ تأسيس النادي باللغة الإنجليزية فقط.
وتبقى إشارة أن الإكثار من الكلام والرسوم والصور في الشعار يجعل من التقاط (الاسم التجاري) صعباً ويشوش على الوضوح، وأن أفضل الشعارات هي التي يمكن رؤيتها صغيرة أو كبيرة بنفس الوضوح والدقة ويمكن القول في هذا الصدد أيضاً أن أسوأ وأفشل الشعارات ما حشر به الكثير من الكلام والرسوم وما صعبت قراءته وصعب فهمه.