|


محمد السلوم
الهلال واللجوء للتقسيط
2011-08-09
مواجهة الواقع بالاعتراف به بدلاً من المراوغة والكذب على الجماهير وهو أحد حلول التغلب على المشكلة الطارئة ونفي حدوثها وهي واقعة فعلاً ضرب من ضروب الاهتزاز النفسي وعلامة من علامات ضعف الحيلة الإدارية وضيق الدائرة الفكرية.
واعتراف الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال بانكشاف فريقة مالياً وأن العجز المالي وقف عائقاً في التوقيع مع لاعب ريال بيتيس الأسباني الكاميروني ايكيل إيمانا يثمن له في ميزان حسناته الإدارية.
وعلل الأمير عبد الرحمن طول المفاوضات بالاختلاف على بعض البنود منها العرض للفريق الأسباني بتقديم المبلغ على ثلاث دفعات (يعني لجوء الهلال للتقسيط للتعاقد مع لاعب أجنبي) وهوما رفضه الفريق الأسباني، والجماهير الواعية هي من تقدر الشفافية عن أحوال فريقها.
وكان بإمكان الرئيس الهلالي أن يعزف على الأسطوانة إياها وجماهير فريقه تترقب حسم موضوع اللاعب الكاميروني أن يقول إن هناك أندية دخلت على الخط ورفعت السعر ومنها نادي تشلسي مثلاً كون إقحام أي ناد سعودي في صفقة مالية كبيرة من هذا النوع (صعبة وقوية).
كما أن الرئيس الهلالي لديه إعلام ورقي وفضائي وإلكتروني تحت تصرفه ويستطيع توجيهه نحو إيصال ما يريد وبالطريقة التي يريد من رسائل للجماهير الزرقاء خاصة وأن معظم جماهير الزعيم لديهم (خاصية الطيبة) وتصدق كل ما يقوله الإعلام الأزرق عن فريقها وتشكك في كل ما ينشر ويذاع عداه.
لكن الرئيس الهلالي فضل التعامل مع الحقيقة خشية من عواقب المزايدة والتلوين الذي ينكشف لاحقاً مخلفاً تداعيات سلبية يصعب معالجتها في حينها، فالرئيس كان صريحاً في عرض تقسيط المبلغ اعتمادا على التدفقات المالية الدورية من الشريك الإستراتيجي للهلال شركة موبايلي.
وهذا يعني أن الفريق واقع تحت تأثير تعرضه لشح في السيولة كما هو الحال لمعظم الأندية في دوري زين، وربما تستمر الأزمة ملازمة للهلال الموسم الجديد إذا بالغ في التعاقد بما يفوق قدراته المالية وحجم التدفقات المالية السنوية من المصادر المختلفة.
وقد يقع في مشكلة كبرى إن تجاوز حدوده الائتمانية وهي التي واجهتها بعض الأندية التي بالغت وتجاوزت السقوف الائتمانية ودفعت الثمن من جراء تراكم الديون وصولاً إلى العجز في الوفاء بالالتزمات الشهرية كرواتب الجهاز الفني والإداري وغيرها.
ومن الواضح أن لجوء الفريق الهلالي المتميز في التعاقد مع النجوم الأجانب بدءاً برفيلينو وصولاً إلى ويلهامسون إلى التعاقد مع أفارقة من المغرب العربي يشرح الحالة الراهنة.
وقد تذكرت والأنباء تتحدث عن قدوم أفريقي ثالث للهلال مقالاً للزميل صالح بن علي الحمادي نصح فيه إدارة الهلال بالتعاقد مع الأفارقة القادرين على تحمل الأجواء الحارة والأرخص والأنشط في الملعب من الأوروبيين.
ويبدو أن الإدارة الهلالية رغم وقوع الزميل الحمادي في دائرة عدم الرضا إلا أنهم باتجاههم الأفريقي قد سمعوا ما نادى به الناقد الجريء الموسم الماضي على خلفية خروج الهلال من الآسيوية.
يبقى القول أن الهلال بدأت ملامح أزمته المالية قبل موسمين تحت ضغط قروض أو سلف حل وقت تسديدها أو أن هناك متغيرات عجلت من المطالبة بها وهو ما حدا بالإدارة الهلالية إلى إعارة اللاعب البرازيلي نيفيز لنادي فلامنجو البرازيلي تمهيداًَ لبيع بطاقته.
وجاءت الضربة الفنية لجماهير الأزرق برحيل رادوي إلى فريق العين الإماراتي، ويسوق الهلال حالياً للسويدي ويلهامسون (32) عاماً للتخلص منة لتغطية مراكز مالية مكشوفة دون أن يتقدم أحد لشرائه لارتفاع كلفة التعاقد معه وهو الذي كلف خزينة الهلال ما يقارب الخمسين مليون ريال سعودي كأكبر صفقة مسجلة للاعب أجنبي في الملاعب السعودية.