|


محمد السلوم
إهانة المنتخب بالأكاذيب
2011-08-04
بلغت الأكاذيب والتكهنات والاجتهادات والفبركات سقفها الأعلى هذا الصيف في الكثير من وسائل الإعلام، وتتوقف الحبكة في تمريرها على الوقت المناسب، ومتزامناً مع نشاط معيّن يعطي مثل هذه الاجتهادات قابلية للتصديق.
ويمكن التعاطي مع مثل هذا النشاطات الإعلامية على أنها ضمن أخبار الصيف القابلة للجدل والتصديق وعدم التصديق بحسب مخزون الثقة في وسيلة الإعلام لدي الرأي العام الرياضي.
لكن من غير المقبول أن يتجرأ أحدهم بإهانة المنتخب بالأكاذيب بتمرير أخبار مفبركة تضرب استقرار لاعبي المنتخب السعودي وهو في معمعة التصفيات المؤهلة لكأس العام وتمر دون اتخاذ إجراءات قانونية تضع كل واحد أمام مسؤوليته وعواقب أفعاله.
والأنباء التي نشرت أمس في أكثر من وسيلة إعلامية، وتم تكذيبها عن استبعاد قائد المنتخب السعودي محمد نور وستة من زملائه بتوصية من مدربه الهولندي ريكارد تكشف مدى الاستهتار الذي بلغه البعض في التطاول على الأخضر.
وقول إدارة شئون المنتخبات إنها تحتفظ بحقها الكامل في الملاحقة القانونية المنصوص عليها في نظام النشر والإعلام وأخلاقيات العمل الصحافي لدى الجهات المعنية، قول غير كافٍ لمواجهة من تجرأ على المنتخب كذباً.
ولأن هذه الأخبار غير صحيحة ومؤثرة نفسياً على اللاعبين، فالمطلوب لعدم التكرار أن تمضي إدارة المنتخبات قدماً في الملاحقة القانونية بدلاً من القول الدبلوماسي (نحتفظ بحق الملاحقة القانونية).
والمضي قدماً في هذا الاتجاه سيكشف للوسط الرياضي عن من سرب أو دس مثل هذه الأنباء (المريضة) ونجح في خداع محررين تورطوا بالنشر في صحفهم دون تحري الدقة الكاملة، خاصة وأن وسائل تأكيد المعلومة متاحة بشكل كبير.
وترك اللاعبين تحت تأثير الأخبارالكاذبة دون دفاع عنهم سيشجع مصادر التسريبات الكاذبة والمفبركة على تمرير مثل هذه الأخبار ما دام أن الأمر يمر هكذا دون محاسبة.
ويبدو أن وجود محمد نور قائد للمنتخب غير مريح للبعض وربما أن أحدهم خلف أكذوبة استبعاده وهو اللاعب المتمكن الذي قاد الأخضر لعبور الخط الأول في الطريق إلى مونديال البرازيل عام 2014.
ويمكن القول إن وجود قائد كبير في حجم محمد نور وفّر الغطاء النفسي للاعبي المنتخب السعودي الذين كانوا في حالة من الخوف الشديد مخافة سقوط جديد له تداعياته النفسية السلبية.
ونجح القائد نور في إخراج اللاعبين من همِّ الاختبار الأول واستطاع قيادة الفرقة الخضراء بكل هدوء، انعكس على أداء اللاعبين؛ ولم يحدث في اللقاءين اللذين لاعبهما منتخبنا مع هونج كونج أن شاهدنا فوضى انفلاتية من اللاعبين داخل الملعب بفعل الضبط القيادي للمعلم محمد نور.
كما أعاد محمد نور بشخصيته القوية في الملعب وقدرته على توفير الأمان الفني والنفسي لزملائه للأذهان القيادات الأسطورية الكروية التي مرت على المنتخب السعودي من أمثال خالد التركي وعبدالرزاق أبو داوود.
يبقى القول إن وجود القائد محمد نور (32) عاماً ضمن تشكيلة المنتخب ضرورة ملحة تفرضها عوامل نفسية وفنية لقيادة المنتخب في المراحل التالية للتصفيات المؤهلة لكأس العالم.
ووفق المقاييس الفنية فإن اللاعب ينظر إلى مستواه الفني وليس إلى عمره الزمني؛ ونور قادر على العطاء لثلاث سنوات قادمة لما عرف عنه من احترام شديد لإمكاناته والمحافظة عليها.
وتبقى إشارة إلى أن المنتخب السعودي الأول في مشواره الطويل نحو البرازيل سيشهد دخول وخروج العديد من اللاعبين، ويحكم عملية الخروج والدخول المستوى الفني، وليس عمر اللاعب.