|


محمد السلوم
تحالف (الحوار) و(الاحترام)
2011-08-02
من الملاحظ أن الحوار الوطني لم يدرج ضمن أجندتة موضوع التعصب الرياضي لمناقشة ظاهرة الاحتقان الرياضي الذي ولد تعصبا متناميا في المجتمع الرياضي السعودي بلغ حدودا غير مقبولة وكأن التعصب الرياضي ليس شكلا من أشكال التطرف الفكري.
وقد تكون فرصة مواتية للمسئولين عن برامج الحوار الوطني للتحالف مع حملة (الاحترام) التي ستنطلق الموسم الرياضي المقبل وتهدف إلى غرس وتنمية مبدأ (الكورة لا تعني الكورة) في البيئة الرياضية كمسئولية أخلاقية جماعية.
و تستهدف الحملة الوسط الرياضي من لاعبين ومدربين وإدارات أندية وجمهورا وإعلاما رياضيا وعلى جميع المستويات في محاولة لبرمجة مجتمع رياضي صحي وصولا على المدى المنظور لاحتواء منابع التعصب وأوتاره وقنوات تغذيته والتعامل معها بجدية تصل إلى حد الصرامة إذا تطلب الأمر ذلك.
والتعصب الرياضي هو شكل من أشكال التطرف الفكري وله تداعيات سيئة على أمن المجتمع الفكري والمادي والأمني والحوار الوطني على مدى الأعوام الماضية عقد الكثير من اللقاءات في الكثير من المدن السعودية وناقش قضايا عدة لم يكن من بينها مناقشة التطرف في الفكر الرياضي.
وانطلاق حملة (الاحترام) وتعميما للفائدة المستهدفة في احتواء التعصب وتخفيف حدة التوتر في الوسط الرياضي فإن نشاطا مصاحبا لحملة(الاحترام) من (الحوار الوطني) سيساهم في لفت الأنظار وسعة انتشار الأهداف وبلوغها نطاقا أوسع كون ندوات ومحاور برامج الحوار الوطني عادة ما يصاحبها تغطية إعلامية جيدة ونقل تلفزيوني مباشر بمشاركة مفكرين ومتخصصين أكاديميين.
وظاهرة التعصب الرياضي التي هي هدف حملة (الاحترام) لا يمكن القول إن حملة إعلامية مركزة محددة الأهداف وما يصاحبها من نشاطات جادة وفرض للنظام على الجميع أن مثل هذا النشاط لوحده سيحقق أهداف (الاحترام) ويطرد التعصب من مجتمعنا ويهيئ لمجتمع مثالي رياضي.
ولا ننسي أن من ضمن أسباب التعصب تركيبة مجتمعنا التي تغلب عليها العاطفة وسرعة ردة الفعل المعاكسة وسط مجتمع رياضي ساخن وزاد من سخونته أقوال متراشقة بين الرياضين عموما من أعضاء لجان وغيرهم بكلمات قاسية ساعد التخبط في اللجان وهواة التأجيج والتشنج و(إعلام الأندية) على تداولها وتسخينها.
وظاهرة مثل ظاهرة التعصب الرياضي لا يجوز الاستهانة بها من قبل القائمين على برامج الحوار الوطني وقد تكون انطلاقة حملة (الاحترام) توقيتا جيدا يتزامن معه نشاط مماثل يجمع الخبراء في الرياضة وعلم النفس والاجتماع والسياسة والدين أيضا لمناقشة الظاهرة والوقوف حولها ومحاولة إشباعها من النقاش للوصول إلى أفضل الحلول.
يبقى القول: إن ظاهرة التعصب الرياضي أصبح من الضرورة بمكان أن تكون ضمن اهتمامات البلاد والعباد وتحالف مبارك يجمع حملة الاحترام والحوار الوطني من شأنه أن يعظم من فائدة الحملة المرجوة والمستهدفة لوضع علاج للحد من ظاهرة التعصب وتناميها والعمل على إبقائها في الحدود الطبيعية .
ولعل المتابع يدرك أن الساحة الرياضية السعودية بلغ فيها التعصب الرياضي مبلغا غاب فيه العقل إلى حد كبير وأصبحت العواطف المحتقنة هي لغة التخاطب السائدة والعزف على وتر التعصب انسحب على الجماهير الرياضية بل هي حطبه وما ينشر ويعرض في الإعلام من مشاحنات وتخبطات في تنفيذ القوانين الكروية وما يحكم عمل اللجان هي وقوده.
وأختم بالقول: بارك الله لأمة الإسلام شهر رمضان شهر المغفرة والإحسان وكل عام وأنتم في أمان.