|


محمد السلوم
يا لجنة الانضباط انضبطي
2011-07-21
يا لجنة الانضباط انضبطي وتعاملي مع بيان نادي الوحدة الرافض لبيانكم المنسوب إلى (مصدر مسؤول) بروح رياضية؛ ولا بأس من إدراجه ضمن الدروس التثقيفية، فلا شأن لكم بنادي الوحدة، وقضيته منظورة في لوزان وليس في الرياض خاصة أنتم الخصم وليس الحكم في مثل هذه الحالة.
وهذا يعني أنكم في لجنة الانضباط مثلكم مثل نادي الوحدة، تترقبون نتيجة الحكم، ومعكم كل الرياضيين الذين أغلبهم يميل إلى أن قراركم المؤيد من جارتكم الاستئناف فيه شيء من القسوة على الوحدة والتعاون.
وما كان لقراركم على الأرجح أن يأخذ مساراً تصعيدياً لولا ضرره البالغ الذي وقع على الوحدة ودون ذلك نادي التعاون، كون ثمن سحب ثلاث نقاط من الفريق المكي نقلته من أندية الممتاز إلى الدرجة الأولي.
كما أن تداعيات قراركم خلفت آثاراً نفسية عميقة نقلت رئيس الوحدة جمال التونسي إلى المستشفى نتيجة هول الصاعقة التي نزلت عليه من قراركم الصاروخي في إعداده وإصداره ونفاذه.
ووضعٌ كهذا فرض على النادي المكي الذهاب إلى أبعد حدٍّ للدفاع عن نفسه ومن حقة ذلك، وهو ما فعله الفريق الأحمر باللجوء إلى المحكمة الرياضية بلوزان المنتظر صدور قرارها خلال أيام.
إن بيانكم الحاد الأخير الذي صيغ بطريقة هي أقرب للتعسف والاستفزاز والتهديد في استخدام (ما تعتقدون أنه من صلاحياتكم) أغضب أصحاب القضية وليس له ما يبرر صدوره في هذا الوقت تحديداً وجماهير الوحدة وهي في كرب مما حل بناديها تنتظر ساعة النطق بالحكم.
واللافت أن بيانكم المنسوب إلى (مصدر مسؤول) بدا من تركيبته غياب الهدوء وحضور اللهجة الانفعالية، وقد يفسر على أنه رد فعل لموقفكم في المرافعة وضعف القرائن الذي بني عليها قراركم (التاريخي)؛ وحماس المرافعين عن نادي الوحدة يؤشر أن لديهم من الحجج ما يضعف حيثيات قراركم.
وإن كان هناك من سيعتبر أن الوحداويين تجاوزوا الأعراف القانونية بالحديث عن قضية منظورة، فهي محكمة لوزان وليس أنتم؛ وبيانكم الذي حملت كلماته الويل والثبور لمن لا يعتذر يمكن إدراجه أيضاً ضمن التجاوزات، وقد يفهم منه أنه تهديد لفريق الدفاع عن الوحدة النادي المثقل بالعقوبات والغرامات.
والوسط الرياضي أصبح من كثرة مشاكله الرياضية والقانونية على دراية باللوائح والحدود.. وقد ذهبتم يا لجنة الانضباط إلى ما هو أبعد من مجال عملكم وقفزتم إلى ميادين أخري لا تقع في دائرة تخصصكم في أكثر من بيان وعقوبات.
وعلى ما يبدو من السلوك الملاحظ أن حب الاستحواذ وقضم صلاحيات الآخرين حاضرة في فرض (فرماناتكم) على الوسط الرياضي دون استشارة قانونية واعية تحول دون تداخل الصلاحيات التي عادة تحدث الاضطرابات في الجسم الإداري غير المقنن من حيث الهيكلة التنظيمية والإدارية والقانونية.
يبقى القول إن الوسط الرياضي يعلم أنكم لجنة كروية ضمن لجان عدة ولستم لجنة عامة مطلقة الصلاحيات فقضايا الضبط الكروي من اختصاصكم، أما القضايا الإعلامية فهي من اختصاص وزارة الثقافة والإعلام، والمتضرر هو من يدفع الضرر عن نفسه بالطرق القانونية المعروفة ومن حقكم المخاصمة مثل الآخرين في حدود القانون.
وتبقى إشارة أن محكمة لوزان ستنطق بحكمها الملزم وفق ما لديها من وثائق دامغة والصورة كاملة ستتضح في الأيام القريبة؛ ولا أدري على أيّ نحو سيكون بيانكم المقبل من حيث الصياغة في كلتا الحالتين؟.
وربّما يفضي قرار محكمة لوزان فيما لو جاء لمصلحة أصحاب القضية إلى (إعادة صياغة) لجنتي الانضباط والاستئناف من جديد وصدمة من هذا النوع (ستصحصح) بقية اللجان وتفرض دقة متناهية وعادلة في سلامة الأحكام.