|


محمد السلوم
جستنية ضحية (ديموقراطية النخب)
2011-07-07
اسم جديد وصوت وحيد هو ما خرج به الزميل (محمد)عدنان جستنية من الانتخابات الرئاسية الاتحادية التي جرت الاثنين الماضي، ويمكن القول إن الزميل جستنية ذهب ضحية لتكتلات (ديمقراطية النخب) التي نصبت اللواء محمد بن داخل الجهني رئيساً للعميد بنسبة 81% وبفارق كبير عن منافسيه الثلاثة: مدحت قاروب، وأيمن الطويل، وجستنية.
ومن المخجل القول إن عدد الذين اقترعوا في الجمعية العامة 79 عضواً من 86 فقط يحق لهم التصويت في نادٍ كبيرٍ كالاتحاد، مما يعني أن الاختيار لم يأت برغبة شعبية وإنما يجوز القول إنه جاء برغبة (ديمقراطية النخب)؛ مما يتطلب تغيّر الآلية بوضع رسوم في متناول الجميع لضمان أكبر عددٍ من المقترعين.
وفي مثل هذه الحالة الاتحادية (النخبوية التصويتية) ومثلها يحدث في أندية أخرى هي أشبه بمجلس أعيان يختار الرئيس أو(Loya jirga) على الطريقة الأفغانية في غياب الجماهير التي تعطي لكرسي الرئاسة بعداً شعبياً؛ كما أن الذين صوتوا لم تنتخبهم الجماهير ليكونوا ممثلين لها وإنما جيوبهم هي التي نصبتهم.
وما دام الزميل عدنان حاضراً في مقالي اليوم وهو الذي خاض بشجاعة تجربة انتخابية لا بأس من تذكيره بما كتبت في الثامن من شهر مارس الماضي، تعقيباً على مقالٍ له يمتدح فيه برنامج الجولة؛ وقلل في ذلك الوقت من شأن البرنامج الرياضي الشهير خط الستة.
وفي مقالة يوم الاثنين الماضي عن الانتخابات الاتحادية و(الجولة) حمل على البرنامج الذي نال إعجابه في مارس الماضي ونعت مقدمه بصفات هي أقرب إلى التملق والنفاق ومحاباة مرشحين دون غيرهم، وقبله في مقال الأحد سخر من توسلات مذيع الجولة لـ(مؤسسة موديز الجديدة في تقييم الملاءة الإعلامية للمذيعين).
وقدم الزميل عدنان شواهد تؤكد -حسب رأيه- غياب التوازن والموضوعية في البرنامج، وأن مقدم البرنامج بما معناه ركض مخيراً أو مسيراً وراء الأسماء (السمينة) في الانتخابات الاتحادية؛ وما أن انسحبت الأسماء من الترشح حتى تبعتها كاميرات البرنامج الليلي منسحبة هي الأخرى.
وذهب الزميل جستنية إلى تقديم النصيحة لقناة لاين سبورت بوضع ضوابط صارمة للمقدم في حالة التعاقد من جديد مع البرنامج، وهذا يعني أن الزميل العزيز تنبه متأخراً لسلوكيات مكشوفة للبرنامج الذي هو في الأصل من بقايا شبكة الإي آر تي التي اتسمت معظم أعمالها بالاجتهاد.
وكنت في مقال مارس الماضي التعقيبي على مقال الزميل عدنان قد دافعت عن المهنية العلمية الإعلامية وذكرت أن برنامج خط الستة هو من يطبقها إلى حدٍ كبيرٍ، في حين أن برنامج الجولة يقع في دائرة الاجتهاد ويسيّر(حسب الأحوال).
والزميل جستنية لم يعجبه مقالي في ذلك الوقت وأصر على اعتبار (الجولة) الأفضل في ميزان المقارنة مع خط الستة وهو رأي في ذلك الوقت لا يستقيم، وتشخيص المختصين بعيداً عن العواطف المتغيرة حسب الظروف والأحوال أيضاً.
يبقى القول والكلام عن أحد برامج قناة لاين سبورت؛ وفي غياب القادرين على فرض المنهجية المهنية سيظل الإبداع غائباً والاستنساخ والاجتهاد حاضراً، وأخر برنامج الطبعة الرابعة وكأنه نسخة معدلة من برنامج إرسال الذي تبثه القناة الرياضية السعودية.
وتبقى إشارة إلى أن الزميل جستنية كلفته شجاعته الكثير وآخرها عقوبة لجنة الانضباط ورفض استئنافه وربما بعد تحرره من مسؤولياته في نادي الاتحاد قد تكون لجنة الانضباط الهدف القادم لمقالاته بعد أن أصبحت أقرب إلى لجنة (جباية) لكثرة عقوباتها المالية ضد الأندية ومسؤوليها.