|


محمد السلوم
(الدراهم مساميرالركب)
2011-06-23
المتابع لتحضيرات ديربي جدة الكبير الذي يجمع الأهلي والاتحاد مساء غد على نهائي كأس الملك للأبطال يرى أن التحفيز بالمال دخل مرحلة السباق بين الفريقين ووصلت الأرقام المعلنة إلى 300 ألف ريال لكل لاعب عند الفوز باللقب في الجانب الاتحادي و260 ألف ريال من الأهلي لكل لاعب.
ويمكن القول وفق هذه الأرقام المالية التحفيزية أن (الدراهم مسامير الركب) أيضا، ففي الماضي كانوا يقولون (التمر مسامير الركب) ولا أدري لو اجتمع التحضير الغذائي للاعبين بالتمر مع التحفيز المعنوي بالمال قد تكون نتيجة الطاقة البدنية والمعنوية المتولدة مضاعفة .
والأمثال هي خلاصة تجارب الشعوب، و(التمرمساميرالركب) هومثل شعبي قديم يعكس القيمة الغذائية العالية المجربة للتمر واحتوائه على كمية متوازنة وطبيعية من السكروالبروتينات لها فعاليتها في تحفيز أجهزة الجسم بالطاقة الضرورية لأداء الأعمال الشاقة التي تعتمد على المجهودات العضلية التي كانت سائدة في ذلك الوقت لانعدام الأجهزة البديلة.
وفي مجال كرة القدم المجهود العضلي وإن كان الأساس في التحضير البدني إلا أنة لايكفي أن لم يكن مدعوما بتحضير نفسي ومعنوي وفكري لجني النتائج وسط بيئة محفزة تحسن التعامل وفق مقتضيات الظروف داخل الملعب وخارجه وهو ما تعمل عليه إدارة الأهلي والاتحاد قبل اللقاء.
ولقاء الغد المثير يأتي وسط ظروف فنية غير متوازنة في ليلة من ليالي جدة التاريخية، ومعظم المؤشرات ترجح كفة الاتحاد الغني عن التعريف المدعوم بخبرة نجومه المتمرسين في النهائيات يقابله الأهلي بفريق شاب وفوده الطموح لفرض نفسه على خريطة البطولات من جديد.
والعلامة المؤشرة بالأخضر للأخضرالأهلاوي عودته إلى النهائيات الكبيرة بعد غياب طويل وسط ظروف إداريه وفنية عصفت به في السنين الماضية، وها هو يعود بقوة لاستعادة تاريخه المجيد مع النهائيات ونفض الغبار عن (دولاب قلعة الكؤوس).
وعودة الأهلي للظهور مجددا للمنافسة على الألقاب الكبيرة يعني دخول أحد أضلاع الكرة السعودية الهامة مرحلة جديدة تبشر بتنافس قوي بين الأندية السعودية وكسر التنافس الثنائي الاحتكاري في العشر سنوات الماضية بين قطبي الكرة السعودية الاتحاد والهلال.
والأهلي شفع له تاريخه الطويل بإبقائه في دائرة الأضواء متفوقا على منافسه التقليدي الاتحاد في الميزان الإحصائي التاريخي على الرغم من الانكسارات التي مربها وميل ميزان القوى لصالح منافسه في العشر سنوات الأخيرة إلا أن الغلبة الإحصائية في تاريخ اللقاءات بين الفريقين بقيت لصالح الأخضر.
فقد التقى الفريقان حسب الإحصائيات المتاحة 155 كان نصيب الأهلي 57 فوزا مقابل 53 للاتحاد وتعادلا في 54 لقاءً، وعلى مستوى النهائيات تقابلا عشر مرات فاز الأهلي في أربع والاتحاد في ست، ولقاء ليلة الغد يحمل الرقم أحد عشر.
يبقى القول إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للبطولة التي تحمل اسمه يضفي عليها الأهمية المطلقة من بين البطولات السعودية، والجماهير على موعد مع لقاء تنافسي تقليدي جماهيري كبير من الوزن الثقيل على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة، ستكون الغلبة فيه للأهدأ والأفضل تحضيرا نفسيا وفنيا بغض النظر عن الوزن الفني للفريقين الذي يميل لصالح الاتحاد لكن حيوية الشباب قد تنتصر.
وتبقى إشارة أن هناك لقاء شبه منسي الليلة بين الهلال والوحدة على المركزين الثالث والرابع، وقد يكون فرصة للهلال للزج بوجوه جديدة لاختبارهم أمام شباب الوحدة الذين يمكن القول عنهم إنهم أبدعوا رغم خروجهم من المنافسة.