|


محمد السلوم
(الليلة الحمراء) قد لا تسعد الهلال
2011-04-14
يراهن الوحداويون وسط شحنات من الفرح والأماني والترقب مساء غد (الجمعة) في نهائي كأس ولي العهد، على وضع حد لهيمنة الهلال على البطولات المحلية، وإن الكأس الذهبية يصعب خطفها من أبناء مكة على أرضهم.
وسيحاول الوحداويون بدعم جماهيرهم في ليلة نهائي تاريخية في مكة سيغلب على مدرجاتها اللون الأحمر الوحداوي لتحويلها إلى ليلة حمراء مفعمة بالحماس (قد) لاتسعد الهلال وأظنها ستسعده لفارق المستوى.
وتظهر حالة الاستنفار والتحضيرات للفريق المكي الأحمر أن عيونا قد احمرت كحمرة شعار فريقهم، وأقدام ملتهبة كالتهاب حرارة الأرض في صيف مكة مدعومة بدوي الأهازيج الجماهيرية الهادرة في أرجاء الملعب قد أعدت عدتها للفوز بالكأس وقد يفعلها حمر الفنايل خلافا لكل الاعتبارات الفنية.
والحماس والحذر والخطة الدفاعية المحكمة والاعتماد على الهجمات الخاطفة والدعم الجماهيري ربما هو السلاح المتاح لفريق الوحدة لمقابلة فريق يملك الخبرة المتراكمة في البطولات ويتفوق عليه في كل شيء.
ويمكن القول إن ميزة الأرض قد تخدم أهلها إذا خدموا أنفسهم بجهد لاكلل فيه طيلة المباراة، وهو المتوقع من لاعبي الوحدة في استثمار هذه الفرصة التاريخية، واعتبار ساعة الجد قد دقت، والعطاء داخل الملعب هو الذي له القول الفصل ومهره الكأس الذهبية.
وقدتكون آمال وأماني وتطلعات الوحداويين ودموع الفرح أيضا واقعا ملموسا حتى لو كان خصمهم على الذهب في حجم وقوة الهلال الفريق الذي يملك كل المقومات الفنية المطلوبة في كرة القدم.
ودموع الوحداويين التي ذرفها صغيرهم وكبيرهم في ليلة تأهل فريقهم للنهائي بعد فوزه على الاتفاق بضربات الترجيح وتجاوزه حدود الطاقة المحتملة لبني البشر، فخر بعضهم مغشيا عليه من هول الفرحة هاهم في ليلة وجها لوجه مع الكأس وقد نصبت أمام أنظارهم في المنصة لامعة.
إنها ليلة الليالي لأهل مكة خاصة وللجماهير عامة ومن بينها الهلالية من ذوي القلوب المتناهية في العاطفة التي قد تميل استثناءً مع قلوب الوحداويين تعاطفا مع لحظتهم التاريخية الغائبة عنهم منذ أربعة عقود.
إذاً فهو نهائي يختلف عن كل النهائيات، ليس لعدم تكافؤ الفريقين في المستوى ولكن لأنه مقام على أرض تحظى بحب كل إنسان على وجه الأرض يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً القرشي المولود في مكة رسول الله.
ومن شاهد وسمع ابن مكة رئيس الوحدة جمال التونسي وهو المدرك لقوة خصمه يقول في تصريح فضائي والولع والشوق يسيطر على كل جوانحه ما معناه أن الهلال شبع بطولات، لأدرك مدى معاناة فرسان مكة من الجوع لعقود مضت شهدت ميلاد إجيال جديدة لم تر فريقها بعد يرفع كأس الذهب.
يبقى القول وأهل مكة أدرى بشعابها لربما في ليلة الغد (يشوش) الوحداويون على البوصلة الهلالية الذكية في ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بحضور الأمير خالد الفيصل راعي المناسبة نيابة عن ولي العهد، ويؤكدون أن أهل مكة أدرى بشعابها وملاعبها أيضا.
وتبقي إشارة أن الفريق الوحداوي الغائب عن الإنجازات الكبيرة منذ أكثر من أربعة عقود حقق كأس الملك مرتين عامي 1957و 1966 وكأس ولي العهد مرة واحدة عام 1960 في حين أن الهلال صديق المنصات حقق حسب موقعه على النت 50 بطولة شاملة كل المسميات.