|


محمد السلوم
مهزلة وعقوبة مغلظة
2010-12-26
قرارات لجنتي الانضباط والفنية ضد نادي النصر جاءت وفقاً لتقرير حكم المباراة دون أن يلتفتوا لما حل على الطرف الآخر وأصدرا حكمهما بمعاقبة نادي النصر بـ 336 ألف ريال.
وحتى كتابة المقال لم يصدر أي شيء في حق حكم المباراة فهد العريني وهو ما يعتبره النصراويون الجاني ومن تسبب بقراراته في أحداث المباراة وهيجان الجماهير مما يعني استفزازا آخر من لجنتي الانضباط والفنية للجماهير وهم الذين يرون أنفسهم مجني عليهم ويرون الجاني أفلت من العقاب.
وقرارات من هذا النوع تذكر بقصص الأحكام الغريبة فبدلا من أن تعاقب اللجان جماهير النصر ورئيسه فمن العدل أن يعاقب أيضا الحكم وهو من تسبب في صنع الفوضى وغضب عارم في المدرجات.. فلا يمكن أن تثور المدرجات بكاملها والمنصة الرئيسية إلا وهناك سبب يتطلب عدم تجاهل دوافعه وأسبابه.
وحادثة مباراة النصر والتعاون الأربعاء الماضي التي انتهت بالتعادل بهدفين خير مثال على ما صاحبها من سوء تحكيم انعكس على المدرجات ومثل هذه الأخطاء الفادحة تكررت وقابلة للتكرار متى ما ظهرت مثل هذه النوعية من الحكام في ملاعبنا.
فالجماهير الرياضية لايمكن أن تغضب بلا سبب على التحكيم وهي ليست آلات متفرجة بلهاء عديمة الإحساس والشعور بل هم بشر من لحم ودم ،والجماهير تعرف قوانين كرة القدم ويسعدها اللعب الجميل والتحكيم المنضبط وتغضب عند رؤية (الخطأ التحكيمي) يعبث في أرض الملعب بفريقها.
ويبدو أن جماهير النصر مارست حدا من ضبط النفس خلال المباراة وأطلقت صيحات الاحتجاج من هول ما رأت وانفجرت غاضبة مع صافرة الحكم بعد مهزلة تحكيمية تفقد أي إنسان صبره.
فالتحكيم هذا الموسم بلغ حدا من السوء لم يبلغه من قبل وألحق أضررا بكل الأندية دون استثناء فما من ناد إلا واشتكى من سوء التحكيم وعبثه بأنظمة كرة القدم وأكبر المتأثرين سلبا الكرة السعودية بشكل عام.
واللافت أن لجنة الحكام تكافئ من ثبت ضعفه وتعطيه الفرصة تلو الفرصة وكأن أندية صرفت عشرات الملايين بمثابة (معمل) لإجراء التجارب عليها وكأن لجنة الحكام غير مدركة للتداعيات السلبية والأمنية على الملاعب وخارجها.
وما حدث من الجماهير النصراوية من ردة فعل غاضبة كانت نتيجة لسوء التحكيم الذي أزعج أيضا معلق قناة الجزيرة الزميل حماد العنزي ولم يستطع حبس ما رأت عينه من سوء تجاوز حدود السوء من الحكم.
ومن الجائز القول أن ردة فعل الجماهير الغاضبة التي وقع عليها الظلم من التحكيم وقرارات اللجان ما هي إلا صرخة استغاثة للمسئولين عن الرياضة للتدخل لإنقاذ سمعة التحكيم من المتطفلين عليه وكثرة الاحتجاجات وغضب الجماهير ما هي إلا نتيجة لسوء التحكيم.
يبقى القول وقد شهدت الأعين والكاميرات على المآسي بعد تكرار الأخطاء الفادحة مما يتطلب تصحيحا سريعا لأوضاع حكام كرة القدم بفتح فوري لملف التحكيم بعد أن عرف الداء وبقي الدواء نحو وضع معايير مشددة على الحكام في الاختيار وتطبيق القانون وتنظيف الساحة التحكيمية من مثيري الفوضى.
وتعلق الجماهير الأمل على أصحاب القرار الرياضي وهما الأميران سلطان بن فهد ونواف بن فيصل في وضع حد لمعاناتهم من (نكد) التحكيم لاسيما وأن الجماهير هي شريان الاستثمار الرياضي في العصر الاحترافي والعدالة مطلب الجميع.
وتبقى إشارة أن العقوبة المغلظة على رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي البالغة 300 ألف ريال من لجنة الانضباط لا تخلو من التسرع قبل التبين ومعرفة ما لدى الطرف الأخر ولعل في الاستئناف ما يخفف قسوة العقوبة على رئيس النصر.
والأمير فيصل لا يستحق عقوبة بهذه القسوة المالية وهو الذي صرف عشرات الملاين لتطوير أداء فريقه وإعادته منافسا وداعما بنجومه للمنتخبات الوطنية مما يعني أن وجود مثل هذا القيادي إضافة إيجابية لناديه وللكرة السعودية.