|


محمد السلوم
تفكيك(الماضي) 
2010-11-14
 لم يكن النصر في يوم من الأيام جسرا للاتحاد للعبور إلى بطولة ولم يكن الاتحاد جسرا كذلك أيضا فكل منهما على مدى تاريخهما لمصالحهما حافظين ولجماهيرهما مخلصين.
وجمع الفريقان خلال تاريخهما الطويل مصالح متنوعة ليس من بينها  التنفيع أو التساهل من أجل مكاسب في الملاعب  تكون على حساب سمعة أي منهما.
فقد تقارب الفريقان في القرن الماضي في عهد رئاسة الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله – على ما يمكن اعتباره  التقاء مصالح نتج عنه ما يشبه التحالف العاطفي  بين الناديين وجماهيرهما لظروف سائدة في ذلك الزمان ولدت تحالفا عاطفيا  بين الجماهير ومصلحيا بين الناديين .
فقد كان النصر في حاجة الى الإعلام الاتحادي لمواجهة الماكينة الهلالية الإعلامية ويسجل للأمير الراحل نجاحه في ذلك فالإعلام الاتحادي في ذلك الوقت كان حليفا تقليديا للنصر.
كما أن الجماهير الاتحادية في ذلك الزمن وجدت في النصر الذي تخصص في هزيمة الأهلي الغريم التقليدي للاتحاد ما يخفف عنها وطأة الهزائم المتكررة من جارهم الأخضر.
وهذا يعني أن الرابط بين الناديين وجماهيرهما منافع مشتركة تصب في صالح الاثنين والتقت المصالح لتفعل العلاقة بينهما فترة طويلة من الزمن حتى برز الاتحاد كقوة منافسة على الأرض ولم يعد بحاجة إلى من يصفي حسابه نيابة عنه مع الآخرين.
وفي علم السياسة يقولون لا عداوات ولا صداقات دائمة ولكن هناك مصالح مشتركة تفرض ميكانيكيتها على الأرض وتحدد شكل العلاقة وهو ما آلت إليه العلاقة النصراوية الاتحادية مطلع العقد الأول من هذا القرن التي شابها الفتور.
وأدت تداعيات الأحداث إلى التسريع من وتيرة الخلاف وعجلت أحداث ملعب جدة التي كاد فيها أسامة المولد أن يقضي على محمد السهلاوي مرورا بأحداث ملعب الملز الأخيرة والتي شهدت سلوكا اتحاديا خشنا بلغ حد التهور ضد لاعبي النصر.
كل هذه العوامل المتعاقبة ساهمت في جعل رئيس النصر الأمير فيصل يفصح أنه لا وجود لتحالف لفريقه مع أي ناد وطالب جماهير ناديه بالتوقف عن قول (الأصفرين) مما يعني (تفكيك حلف) كان قائما في الماضي في إشارة إلى تذمره من سلوك لاعبي الاتحاد في السنوات الأخيرة.
وقد فسر كلام الأمير فيصل اجتهادا على أنه إعلان القطيعة بين الناديين على الرغم من أنه شدد على احترامه لجميع الأندية مؤكدا على أن كل ناد له كيانه الخاص به نافيا وجود توأمة بين ناديه وأي ناد آخر.
يبقى القول :إن شكل العلاقة بين أنديتنا يحكمها في الغالب الفعل وردة الفعل .. وعلى الجماهير أن تركز على ناديها وألا تحشر نفسها في أي من الخلافات حفاظا على توازنه.