|


محمد سليمان الغيث
الطبقة الاجتماعية الأكثر إدمانا
2009-09-13
سؤال متكرر يوجه لنا دائماً ولا يكاد يخلو حديث عن تعاطي المخدرات إلا ويطرح هذا السؤال: أي الطبقات الاجتماعية الأكثر تعاطياً للمخدرات؟ ويعتقد من يطرح هذا السؤال أن تعاطي المخدرات يقتصر على فئة دون أخرى أو في بعض الأحوال يعتقد البعض أن هناك مواد مخدرة معينة يتعاطاها أفراد فئة أو طبقة اجتماعية دون أخرى فمثلاً يعتقدون أن الهيروين لا يتعاطاه إلا أفراد الطبقة الغنية والكبتاجون يتعاطاه أفراد الطبقة المتوسطة والفقيرة، بينما في واقع الحال ومن خلال ما لمسناه من الحالات والقضايا فإن تعاطي المواد المخدرة في مجتمعنا تحديداً لا يقتصر على فئة دون أخرى إطلاقاً فالمواد التي لا يستطيع الفرد الحصول عليها لغلاء ثمنها فإنه وتحت تأثير الحاجة الإدمانية الملحة للحصول عليها قد يضطر المدمن للسرقة مثلاً لتأمين قيمة المخدر أو في بعض الحالات قد يضطر للترويج لتأمين حاجته من المخدر، هناك مادة واحدة فقط تستثنى من ذلك وعرف عنها باستخدام طبقة معينة لها وهي الطبقة الفقيرة وهي مادة المذيبات الطيارة والتي تسمى (التشفيط) مثل تعاطي مادة الغراء والبنزين والدهانات وغيرها من المواد ذات الروائح النفاثة التي يمكن الحصول عليها بأرخص الأثمان ولهذا فإنه عند مشاهدة الأسرة لأحد هذه المواد بشكل دائم ومتكرر فإن ذلك يعد مؤشراً قوياً للحكم على الابن بتعاطي تلك المواد والإدمان عليها.