|


محمد الشيخي
حديث الكبار !!
2010-05-28
لم تكن ردود الفعل والأصداء الإيجابية الإعلامية للحوار التلفزيوني للرجل الأكثر تأثيرًا بمستغربة، فهو حين يتحدث فكأنك تستمع إلى محاضرة رياضية في مختلف اتجاهات العمل الرياضي من واقع خبرة طويلة وتمرس واطلاع كامل يدعمه عمق تجربة ، ولعل تسليطه الضوء قي بداية حديثه على ملامح شخصية الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين وبعض مواقفه وتوجيهاته وتفاعله مع مجتمعه واهتمامه بشئون الوطن والمواطن يبرز جانبًا مهمًا لمرحلة من الخير والعطاء تعيشها هذه البلاد ، فيما جاءت أطراف بقية الحوار كمحاور عمل لا بد وأن يشرع المسئولون في الأخذ بها لتسهم في نقلة حضارية لرياضتنا السعودية ..
ـ الأمير خالد بن عبدالله رياضي بارع وقبل ذلك رجل دولة فقد قدم لوطنه الكثير في مجال العمل الحكومي ومجالات العمل الرياضي في مناصب متعددة، وهو في هذا الإطار عندما يبدي رأيًا أو يقدم فكرة فهو يقدم عصارة خبرة السنين الطويلة في قالب واقعي هدفه الأول المصلحة العامة ومصلحة رياضة وطن بعيدًا عن المناصب الرسمية التي قطع الشك باليقين عندما أعلن بكل تواضع بعدم صحة ما يتم تداوله من أخبار في هذا الصدد وأن الإخفاقات الرياضية في كثير من الأحيان تقود لإطلاق هذه الشائعات ..
ـ التسويق والنقل التلفزيوني والتحكيم وخلق بيئة استثمارية كلها هموم مطروحة على طاولة الرياضة السعودية ، وفي كل يوم نسمع ونرى آراءً متعددة إلا أن ما طرحه الرجل الأكثر تأثيرًا في تلك الاتجاهات كان رأيًا شافيًا ونابعًا من معرفته التامة بما يدور في أروقة اللجان وخبايا الأندية وأسرار التحكيم ، وقد وضع الحلول بضرورة إتاحة الفرصة لبيوت الخبرة في مجالات التسويق والاستثمار خاصةً إذا ما عرفنا أن الدوري السعودي هو الدوري الأول المتابع عربيًا، وأن يتم تسويقه بهذا الشكل ففي ذلك انتقاص لمكانة هذا الدوري وسمعته كما أن مشاركة الأندية الممتازة بممثلين في هيئة دوري المحترفين تظل إضافة يتلمس من خلالها المسئولون العوائق أو المشكلات التي تواجه الأندية ، أما التحكيم فيبقى الحكم الأجنبي الخيار الأسلم للأندية طالما استمرت تلك الأخطاء المميتة للحكم المحلي وطالما لا توجد منهجية واضحة يتم في إطارها تطوير قدرات الحكام ..
ـ بقدر ما استمتع الرياضيون بهذا الحوار بقدر طموحاتهم ببلورة ما جاء فيه من آراء هادفة وقيمة ، فحينما نجد من أهل الرياضة الحقيقيين ذلك الطرح الصادق المفيد فأنا وأنت نتمنى في أن يجد آذانًا صاغية واستفادةً واسعة تعكس الوجه الصحيح الذي دأب من يتبوأ هرم المسئولية في الرياضة السعودية على ترسيخه الدائم بالمطالبة بمثل هذه الطروحات المثمرة خاصةً عندما تأتي من رجال الخبرة والتمرس حينها يكون الجميع في التطوير شركاء وفي الاهتمام بمستقبل رياضة الوطن أوفياء .