|


محمد شنوان العنزي
وش هالمجانين؟
2009-04-27
استوقفني يوم أمس الأول الخبر المنشور في أكثر من وسيلة إعلامية حول العروسين اللذين اقتحما مدرجات النادي الأهلي المصري في مباراته أمام منافسة التقليدي الزمالك، وجلسا يشجعان في يوم زفافهما وهما مرتديان ثياب العرس.
ـ حقيقة خبر وصورة طريفة جداً، وتدل على أن هذين أرادا أن يكون يوم زواجهما مرتبطا بمناسبة ويتم تخليده، وتحقق لهما ذلك بالفعل من خلال نقل وسائل الإعلام العربي للخبر مرفقاً معه صورهما.. وفي اعتقادي أن هذين العروسين قد دخلا التاريخ من مدرجات الأهلي والزمالك.
ـ ولكن ماذا لو حدث ذلك في ملاعبنا.. وحضر عريس بـ(البشت) برفقة أصدقائه وأشقائه إلى مدرجات ديربي النصر والهلال التي أقيمت مساء البارحة؟.. ماذا سنقول عنهم؟
ـ لا أشك إطلاقاً في أننا سننعتهم بالجنون ونقول "وش هالمجانين".. ولن أستبعد مطالبة والد العروس بتطليق ابنته فوراً، لأننا مجتمع يضع قيودا صارمة وقيودا وهمية في مجمل تصرفاتنا.. وأستغل هذا الطرح للتأكيد على نقطة مهمة وهي فكرة المقال، ففي مدرجات الملاعب السعودية غالباً ما نجد أعمار المشجعين من سن 14 وحتى 22، ماذا لو قام كل أب وتخلص من ثقافة العيب المحيطة بمجتمعنا وأصر على الحضور برفقة أبنائه، هل سنجد كل هذا التشنج وهذا الخروج عن النص الذي تعاني منه مدرجات ملاعبنا؟.. حتما لا.. وإن وجدت فستكون في حدود ضيقة وصغيرة جداً.
ـ كم أتمنى من الآباء أن يحرصوا على الحضور مع أبنائهم إلى الملاعب، بعيداً عن مقولة "أفا بعد كل هالعمر اروح اشجع بالمدرجات؟).. على أن يأخذوا مسألة ذهابهم على أنها فترة نزهة مع الأبناء!