|


مساعد العبدلي
الإعلام الرياضي وأحداث بورسعيد
2012-02-15

يقول تقرير اللجنة المشكلة من مجلس الشعب المصري لدراسة أحداث ملعب النادي المصري ببورسعيد إن الإعلام الرياضي كان واحداً من الأسباب الرئيسة وراء تلك الأحداث التي خلفت أكثر من 70 قتيلاً. ـ شدد التقرير على أن الطرح المبالغ فيه من قبل الإعلام الرياضي بكافة وسائله سبب شحناً واحتقاناً للجماهير الرياضية، وهو ما دفعها لتلك التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية.. ـ التقرير تضمن العديد من الأسباب التي أدت إلى تلك الكارثة، لكن ما يعنينا هو الجانب المتعلق بالإعلام الرياضي، وكيف من الممكن أن يتحول هذا الإعلام إلى أدوات شغب وقتل بدلاً من أن يكون رسالة توعية وإصلاح. ـ الإعلام في كل أنواعه أداة خطيرة للغاية والإعلام الرياضي يكاد يكون أشد وأخطر هذه الأنواع كونه أولاً يخاطب الشريحة الأكبر من المجتمع، وأقصد بها شريحة الشباب والرياضيين إلى جانب أن شريحة ليست بالبسيطة من شريحة الوسط الرياضي تكاد تكون أقل تعليماً من باقي الشرائح بمعنى أن المتلقي للطرح الرياضي قد يكون أقل تعليماً ووعياً وثقافة من متلقي الطرح السياسي أو الاجتماعي أو حتى الفني لأنه في سن الخطر وأعني بها سن المراهقة. ـ من السهل جداً أن يحرك الإعلام الرياضي مدرجات الملاعب سلباً من خلال طرح إعلامي متعصب وغير متزن ولا مسؤول، مثلما أنه -أي الإعلام الرياضي- قادر على بناء شباب رياضي مثقف وواعٍ يعي حقيقة التنافس الرياضي الشريف، وذلك من خلال طرح إعلامي متزن ويفهم المسؤولية الإعلامية. ـ المحزن جداً أن من لا يقدر خطورة ومسؤولية الإعلام الرياضي هم في الغالب من كبار السن، والأقدم في هذا المجال وهم (بكل أسف) من يزرعون التعصب ويسقونه بطرح غير مسؤول ولا مقدر لنتائج ذلك الطرح. ـ مشكلتنا في العالم العربي بشكل عام أننا عاطفيون، نتأثر في وقت الأحداث فقط ثم نسير في طريقنا دون أدنى استفادة من أخطاء تسببت في تلك الأحداث التي وقفنا عندها وعانينا حزناً عليها.. نتألم لفترة ثم نواصل مشوار حياتنا دون أن نسعى لتلمس أسباب ما حدث من كوارث ودون أن نسعى لمعالجة السلبيات، وهذا طبعاً يجعل الأمور تتكرر مرات ومرات. ـ أتمنى أن لا يقول البعض إنني أبالغ وأن إعلامنا الرياضي لم يصل لدرجة التعصب التي تجعلنا نخشى من حدوث كوارث.. إعلامنا الرياضي وصل إلى درجة كبيرة من التعصب والطرح غير المسؤول وهذا سيقود -وأتمنى أن لا يحدث ذلك- إلى احتقان جماهيري ربّما ينتج عنه تصرفات لا رياضية نندم عندما تحدث ولا يفيد الندم. ـ الإثارة الإعلامية مطلوبة لكنها يجب أن تكون إثارة محمودة لا تتعدى حدود التنافس الشريف وأن لا تصل إلى إثارة مذمومة تفرق أبناء الشعب وتتسبب في حدوث الكوارث.. ـ أخاطب كافة زملائي الإعلاميين الرياضيين بأن يغلبوا صوت العقل ويبتعدوا عن كل ما من شأنه إثارة المدرجات فالأمر في النهاية تنافس رياضي لا يجب أن يخرج عن هذا الإطار.