|


مشعل محمد الوعيل
تلاشى بريق الذهب
2009-12-28
الحياة محطات، والعمر كالقطار يجوب تلك المحطات متنقلاً بين أيامها، علمتنا الحياة أن هناك لحظات سعيدة يسعد الشخص بذكراها، لكنها لم تنسَ أن تخبرنا أيضاً بأن لكل بداية نهاية، وحتى روائع الأمور المبهجة مصيرها أن تتقلص وتتلاشى لتحرق أفئدة فاقديها، في مساء بارد حزين حين تخاطب الذكريات متذوقيها وحين تفارق البسمة ساكنيها حين يقرر منجم الذهب أن يلملم إصداراته بعد أن نثرها لعشاقه وجعلهم يقتادونها، حين يقول: "وداعاً" وما أقساها، من يفرض صداها، حزن مخيم في ليالٍ شتوية قاسية، لنقول وداعاً لمن أثرى أعين المشاهدين بمتعة كروية، والتي عجزت ريشة بيكاسو عن تشكيلها، سنقول وداعاً لمن ضحى كثيراً في مشواره سنقول وداعاً لمن تألمنا قبل أن يتألم بأوجاعه سنقول وداعاً لمن أجبر الجميع على حبه رغم اختلافهم سنقول وداعا لمعشبات اكتست بالذهب الناصع بعد أن وطئت قدماه أراضيها، سنقول وداعاً لنجم خلوق وداعاً للاعب فذ سنقول وداعاً لسيرة عطرت قارئيها، سنقول وداعاً وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر في مشهد مريب حين يتلاشى بريق الذهب من أمام مرأى أعيننا، سنقول وداعاً نواف وكفى.. وتقبلوا تحياتي وعلى دروب المحبة نلتقي.