|


مصطفى الآغا
نشر الغسيل
2009-02-09
البعض من الزملاء الصحفيين وصفوا ما يجري حول الاتحاد الآسيوي بأنه نشر غير مستساغ للغسيل أمام الرأي العام العالمي، واعتبروا أن مثل هذه النقاشات الفضائية يجب أن تجري ضمن البيت الآسيوي وخلف أبواب مغلقة، وأنا حتماً ضد هذه الأطروحات لأنه من حق المواطن الآسيوي أن يعرف بكل شفافية ووضوح ما الذي يجري ضمن البيت الذي ينتمي إليه وتؤثر قراراته علينا جميعا ولا ننسى أن هناك فئات ودول كثيرة تشعر أنها مضطهدة أو أن قرارات الاتحاد الآسيوي قد أثرت عليها بشكل كبير وحرمتها من بطولات وحتى من فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم كما حدث مع العراقيين رجالاً وشباباً واليمنيين في الفئات العمرية ومثلهم السوريون والسعوديون وحتى اليابانيون الذين قيل إنهم شعروا بالغبن لاختيار الأوزبكي دجيباروف أفضل لاعب في آسيا على حساب إندو رغم أنني قد لا أتقبل هذا الكلام كحقيقة بحكم أن اليابانيين لا يتوقفون كثيراً عند مثل هذه الأمور.. ولا أريد أن أتحدث نيابة عن أحد بحكم أن شخصية محمد بن همام صنعت الكثير للاتحاد القاري ولكن بنفس الوقت كان هناك الكثير من الأسئلة المشروعة حول قرارات هذا الاتحاد ومنها مثلا قصة دوري محترفي آسيا بتركيبته اليابانية البحتة والذي خرج منه السوريون بعدما كان على أعتابه ثم تعدلت حصة القطريين وتقلصت حصة الإماراتيين واستفاد من استفاد وانضر من انضر وهنا تبدو المعادلة متوازنة وليست حكراً على بلد بعينه ولكن الحديث عن بعض الأخطاء ليس محرماً على اعتبار أننا نتحدث بشؤون عامة تهم القارة بمجملها..
ولكني وإن كنت مع الاختلاف إلا أنني لست مع طريقة الطرح التي تبدو في شكلها الخارجي قاسية بعض الشيء على كافة الأطراف بل مع النقاش الجدي والعميق والشفاف بعيداً عن اللهجة غير الودية لأن الاختلاف في وجهات النظر أمر مشروع لا بل مطلوب والتكتلات الانتخابية أمور نسمع عنها منذ عشرات السنين وهي ليست محرمة ولا ممنوعة وهي مثل السياسة عرضة للتغيير تبعاً للمصالح الوطنية مع بقاء الثوابت التي لا تمس مثل أن العرب يجب أن يتفقوا على شخصية المرشح الذي يجب أن يمثلهم خير تمثيل وبنفس الوقت يقف على مسافة واحدة من الجميع وحتماً قد يقول قائل إن شخصية رئيس الاتحاد الآسيوي هي لكل القارة وليست للعرب وحدهم وعلى من يتقلد هذا المنصب ألا يفكر من وجهة نظر الدول التي ينتمي إليها بقدر ما يجب عليه أن يكون منصفاً للجميع وهذه حقيقة لا يمكن لأحد أن يجادل فيها ولكن منطق الأمور يقول إن البرازيلي يشد مع بلده أو قارته عندما يكون في الاتحاد الدولي ونفس الأمر ينطبق على الألماني والروسي والكاميروني وكل من يتمثل في هيئة دولية.. لهذا فليس عيباً أن ينصر المسؤول في هيئة دولية قضايا منطقته الجغرافية وبيئته الديموجرافية إن كانت تستحق فعلا أن يُنتصر لها..