|


مصطفى الآغا
بطولة الكثافة العددية
2009-01-08
يبقى ناصر الجوهر أحد المدربين الذين أحترم فيهم أخلاقهم العالية وحرصهم على الوقوف مع منتخبات بلادهم حتى ولو كانوا " مدربي طوارئ " أو طفاية حريق كما يحلو للبعض أن يصفهم،
وأتفق مع ناصر الذي صرح يوم الأربعاء بأنه كي ينال إعجاب البعض الكثير ممن لا يحبذون وجوده على رأس الهرم التدريبي للأخضر السعودي فعليه أن يلبس عدسات خضراء ويرتدي برنيطة. وأعتقد أن مسألة عقد الخواجة هي عقدة عربية مئة بالمئة ولا يتحملها الإعلاميون وحدهم بل هي " حمّى اجتماعية " من المحيط إلى الخليج والأمثلة مثل الرز.
فنحن نفضّل ميكانيكيا ألمانيا أو أمريكيا ليصلح سياراتنا على ميكانيكي عربي، ونتفاخر بأن الثياب التي نلبسها ماركة " عالمية وأفضل الجوخ هو الإنجليزي، وأحلى الديزاين لازم إيطالي، وأفضل المشافي هي مشافي " بلاد برة... "فهل ننكر ذلك؟
وإن اتفقت مع ناصر الجوهر في نقطة فلا بأس أن اختلف معه في نقاط، فهو وعلى العكس من عشرات ومئات الإعلاميين وآلاف المتابعين يرى أن الأخضر قدم (مستوى رائعاً) في لقائه مع قطر !! ولا أعرف ماذا يعنيه بكلمة رائع والمباراة انتهت صفر صفر وكانت سيئة الشكل والمضمون، وإذا كنا نحن مخطئين فماذا يقول ناصر لرئيس اتحاد الكرة الأمير سلطان بن فهد الذي انتقد المنتخب بكامله ولم يوفر سوى لاعبيَن لم يسمهما وإن كان أحدهما هو الحارس وليد عبدالله.
ولا أعرف إن كان الفوز بالمباريات يتم حسابه بقياس الكثافة العددية في منطقة الوسط وعلى أساسها يتم تتويج هذا المنتخب أو ذاك باللقب!!
لم نر فرصا حقيقية ولا خطورة فعلية ولا تمريرات ( إبداعية )، وبالتالي لم نر لا أهدافا ولا نتيجة وهذا لا يعني أن التعادل سيء، والدليل أن الإعلام السعودي بمجمله " لم يشبط بناصر " بل كان عقلانيا إلى حد كبير مع بعض الانتقادات اللاذعة، وهو حق طبيعي للإعلام الذي قد يتفق وقد يختلف مع ناصر.