|


ناصر السيف
أشجع الرجال
2012-06-24

الموت حق والكل سيموت وهذه هي سنة الخالق في خلقه ولن يبقى إلا وجه الله جل جلاله، هذه الدنيا فانية والآخرة خير وأبقى وصاحب الحظ السعيد من نال الآخرة بعمله وكسب رضاء ربه، رحل قبل أيام الأمير نايف رجل الصعاب والتحديات وقاهر الإرهاب، هذا الإرهاب الذي أزعج المجتمع السعودي قبل فترة وسعى في الأرض فساداً وقتلا وتدميرا دون وازع ديني أو أخلاقي لكن الشجاع القوي الصارم المسامح رجل الفكر والسياسة والمناصحة وأعمال الإغاثة والإنسانية وصاحب العقلية النيرة والحضور عند الحدث. الأمير نايف وقف سداً منيعاً ضد جميع أعمال الإرهاب بعقلانية وتخطيط سليم وهمة عالية حتى استطاع قطع دابر الإرهاب الذي ولى إلى غير رجعة بإذن الله، رحيل الأمير نايف فاجعة وخسارة عظيمة ولكن هذا قدره وقدرنا جميعاً أن يرحل أشجع الرجال وأخلصهم وأنبلهم ولكن يحدونا الأمل الكبير في الأمير أحمد الذي سوف يكون بحول الله خير خلف لخير سلف، فالأمير أحمد تخرج من مدرسة الأمير نايف العملية الذي نهل منها الكثير ويتسم بالاتزان والحنكة في صنع القرار بعد دراسة مستفيضة وتخطيط سليم ومراجعة دقيقة للأمور، أحسن الله العزاء في وفاة الأمير نايف الذي ستظل ذكراه خالدة في وجدان كل مواطن ومواطنة وكافة الشعب السعودي، كما نقدم أحر التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في المصاب الجلل، تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون. بصمة من الذاكرة أتمنى أن يسعفني القلم ولا تخونني الذاكرة كي أكتب وأتحدث عن رؤساء أندية المنطقة الوسطى في حقبة السبعينيات الهجرية لأوضح بعضاً من جوانب مشوارهم الرياضي وكيف كانت بداياتهم الرياضية والاجتماعية وما عاصروه من أحداث وما تعرضوا له من مواقف وما هي إسهاماتهم في المجال الرياضي في فترة التأسيس ولنبدأ بالشيخ محمد الصايغ رحمه الله الذي قدم من المنطقة الغربية إلى الوسطى هو ومجموعة من زملائه منهم يوسف أخضر وحمزة جوعلي وغيرهم وذلك عندما تم نقل جميع الوزارات إلى الرياض في عهد الملك سعود رحمه الله في بداية السبعينيات الهجرية وكان يعمل أبو عبدالله رحمه الله في وزارة المالية وانتهى به المطاف في الاستخبارات العامة، بعد ذلك انخرط في المجتمع النجدي الذي كان يتحفظ كثيراً على مزاولة كرة القدم وتزوج من إحدى الأسر بالرياض وقد بدا هو وزملاؤه بإنشاء ناد رياضي أطلق عليه نادي الموظفين، هنا أسس الشيخ عبدالله الزير أمده الله بالصحة والعافية والعمر المديد النادي الأهلي بالرياض (الرياض حالياً) وقد ضم مجموعة من أهل الباطن والعطايف والشميسي وغيرهم من أحياء الرياض القديمة وقد بذل الشيخ الزير الكثير من الدعم المالي والمعنوي والتضحيات لقيام هذا النادي ويعد المؤسس الحقيقي والرمز لنادي أهل الرياض، عند ذلك انضم الشيخ الصايغ للنادي كرئيس وقدم له الملك سعود رحمه الله هو وزملاءه الذين أتوا من الغربية منحه أرض بالملز كملعب للنادي صال وجال الصايغ رحمه الله في المجال الرياضي والعملي والاجتماعي فقد بدأ حياته الرياضية وأنهاها دون أن يختلف يوماً مع أحد أو تكون له عداوات فقد عاصرت المرحوم منذ عام 82 هجرية، كان أبا للجميع لا يفرق في معاملته بين صغير أو كبير وذو قلب رحيم وعطوف ومحبوب من الجميع وخاصة الرياضيين، مهما ذكرت فلن أعطي الرجل حقه كما لا أغفل تقربه من الله فهو كثير التلاوة لكتاب الله أثناء الفجر، كان متديناً دون مراءاة أو تملق، وكانت للمرحوم الصايغ طريقة يتبعها إلى أن توفاه الله وهي أنه بعد كل تمرين يفرض في جزء من الملعب ويحضر العامل العشاء المكون من نواشف (جبن، زيتون، طحينية، فول، شاي) وذلك بعد صلاة العشاء ومعه بعض اللاعبين وعند الانتهاء ينصرف كل إلى منزله وأتت النهاية المأساوية ففي أواخر الثمانينيات الهجرية كان قادماً من الطائف قاصداً الرياض عن طريق البر هو وأسرته وعند القرب من شقراء انفجرت إحدى عجلات السيارة التي يستقلها هو وأسرته وانقلبت عدة مرات مما أدى إلى نقل الجميع إلى مستشفى شقراء ولكن بعد ساعات فاضت روح الصايغ إلى بارئها ليتوفاه الله كما أصيب بعض أفراد أسرته بإصابات مختلفة، ولقد أخبرني أحد أفراد أسرته بعد وفاته أنه اتضح لهم أن أسرا كثيرة فقيرة كان يساعدها أثناء حياته ولقد وجد في وصيته مساعدة بعض المحتاجين والفقراء وقد أسماهم. رحم الله الصايغ وأسكنه فسيح جناته إنه سمع مجيب.