|


ناصر السيف
المنتخب والمستقبل
2012-03-12

من خلال حياتي الرياضية لم أكن ولله الحمد متشائماً.. فدائماً الأمل يراودني والأماني تحيط بي، وذلك تجسده رؤية فنية وخلفية رياضية وممارسة اكتسبتها خلال مشواري الرياضي المتواضع.. أقول هذا وإن كان الإخفاق يحدث أحياناً في حياة الإنسان فالحياة مليئة بالنجاح لمن عرف طريقه وسلك هذا الطريق بجدية وحماس، أما الإخفاق فهو يسيطر على الإنسان المتخاذل الكسول الذي يريد كل شيء بدون عناء أو جهد. التمس العذر من القارئ الكريم من هذه المقدمة الطويلة، والذي دعاني لذلك هو ما حصل للمنتخب السعودي بعدم تأهله لكأس العالم وإخفاقه في مباراته مع أستراليا التي انتهت لصالح الأخير، لقد كنت متفائلا لدرجة الثقة بالفوز وذلك للإعداد الجيد والمعنويات المرتفعة لدى اللاعبين ولثقتي الدائمة.. ولكن حصل عكس ما نتمنى لذا يجب علينا أن نواجه واقعنا الرياضي بكل شجاعة وثقة ونبحث بجدية عن الخلل الذي للأسف أصاب الكرة السعودية في السنوات الأخيرة ويجب تداركه وتلافيه مستقبلاً، كما يجب أن نكون واقعيين ولا تعلب بنا العاطفة ويكون لدينا طموح لا حدود له، لذا أرى وهي رؤية شخصية من خلال تجربة رياضية متواضعة أن تكون هناك خطط مستقبلية ووضع إستراتيجية نحو مستقبل مضيء لبناء رياضة جديدة يكون شعارها حب الوطن والتضحية والعمل الصادق الدؤوب، تلك العوامل هي الجسر الذي نستطيع العبور من خلاله لمستوى رياضي قادم أفضل، وتلك هي أمانينا وطموحاتنا كرياضيين أقولها بكل صراحة ورددتها مراراً أن المدربين ليسوا كل شيء، لقد خسرنا على مدربين مبالغ طائلة ولكن لم نجن ونستفيد من ذلك شيئا ولهذا نحن خرجنا من التصفيات بحسرة ومرارة وبأخطاء تدريبية واضحة للجميع.. ويا ليتنا نستفيد من أخطائنا، فبعد كل خسارة نرمي الاتهامات جزافاً هنا وهناك.. مرة على الوضع الإداري والجهاز الفني ومرة على اللاعبين لتواضع مستواهم، ولكن أود هنا أن أذكر بعض النقاط الكفيلة بعون الله بعودة الكرة السعودية إلى توهجها ومستواها السابق الرائع الذي يعرفه الجميع وهي كالتالي: 1 ـ اختصار وجود اللاعبين الأجانب إلى ثلاثة لاعبين ولا يوجد في الملعب إلا اثنان فقط يلعبان في نفس الوقت حتى نفتح الفرصة والمجال للبراعم الصغيرة لتأخذ فرصتها ومكانها في الظهور على السطح الرياضي، ولدينا الكثير من البراعم التي يقف الاحتراف حجر عثرة في بروزهم، وللأسف لو أحصينا عدد الأجانب المحترفين في الدوري السعودي لغلطنا في العدد لكثرتهم ناهيك عن هدرهم للمال واستنزاف الأندية السعودية، والجميع يعلم أن المنتخب السعودي أيام ماجد والنعيمة وأحمد جميل والمنصور وغيرهم ليس هناك احتراف ومع ذلك حققنا نتائج ممتازة في المحافل الرياضية الدولية. 2 ـ إلزام جميع الأندية بالمملكة من قبل رعاية الشباب بإيجاد مدارس للبراعم الصغيرة تحت إشراف مدربين وطنيين وهم جديرون بذلك، وإقامة دوري بسيط يلائم مراحلهم السنية وتكون لهم حوافز مالية مجزية تدفعهم لتقديم المستوى الأفضل. 3 ـ ليس عيباً أن ننتظر فترة زمنية مقبلة قبل الدخول في تصفيات كأس العالم في سبيل إعداد منتخب قادر على تشريف الرياضة السعودية ونقدم نتائج إيجابية ترضي طموحنا وآمالنا كرياضيين. 4 ـ إيجاد ملاعب حديثة ودولية كاملة التجهيزات في جميع مناطق المملكة ويراعى في ذلك التعداد السكاني لكل منطقة مع بقاء ملعب الملك فهد في الرياض رديفاً لتلك الملاعب، كذلك إيجاد أكاديمية لجميع مناطق المملكة وبنفس المتطلبات السابقة. 5 ـ على الإعلام الرياضي إشاعة التنافس الشريف بين الأندية والبعد عن الاختناق والتشنج والميول لناد على حساب الآخر وينطبق ذلك على الحكام أيضاً. 6 ـ لا يختلف اثنان على الجهود المبذولة من قبل رعاية الشباب بقيادة الربان الماهر الأمير الشاب الطموح نواف بن فيصل الذي لا يألو جهداً في سبيل رقي الشباب وتقدمه، وإن كنت أتمنى ومعي الكثير من الشارع الرياضي أن تتحول رعاية الشباب إلى وزارة للرياضة والشباب وذلك لكثرة مهام ومسؤولية الشأن الرياضي في الوقت الحاضر مع إعطاء القدرات المتعلمة المشاركة في دفع عجلة التقدم الرياضي بوسائل علمية حديثة تواكب التحديث الذي يسود العالم الآن. في الختام فالكل يعلم أن الملك عبدالله يسير بنا نحو تحقيق مستقبل مشرق ومضيء على كافة الأصعدة في سبيل أن تكون بلدنا الغالية في طليعة الدول المتحضرة وأن نحقق جميع الأماني والتطلعات مع قائدنا أبو متعب أمد الله في عمره ومع ولي عهده الأمين.