|


ناصر العساف
اليد السعودية وأخواتها
2011-11-04
كثيرة هي الأقاويل حول الألعاب المختلفة بأنها غائبة وأنها قليلة الإنجازات، وكثير هو الغياب الإعلامي عن هذه الألعاب مما ساعد في غيابها عن المشهد.
لكن ما لا يعرفه المتابع الرياضي أن هذه الألعاب ممثلة باتحاداتها تعاني من شح مالي كبير لا يتوازى وما يطلب منها .. والاتحاد السعودي لكرة اليد واحد من هذه الاتحادات التي تعاني مادياً إلا أنه وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية استطاع أن يفرض نفسه كأفضل الاتحادات الرياضية إنجازاً، حيث وصل لكأس العالم خمس مرات ومؤهل أن يكررها للمرة السادسة إضافة إلى تحقيق أنديته عدد كبير من البطولات الخليجية والعربية والقارية.
لا جديد في معاناة تلك الاتحادات ولا جديد في الغياب الإعلامي عنها وكذلك لا جديد في اللجنة الأولمبية ولا في البيروقراطية التي تضرب بأطنابها في دهاليز الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومعها تأتي معاناة الاتحادات .. أكرر ماذا يمكن أن يتحقق من إنجازات بوجود هذه المعوقات، ومع ذلك يظل جزء من هذه الاتحادات يكافح ويجتهد ويعمل برجاله المخلصين الذين يرون أن مصلحة الوطن أكبر وأسمى من الوقوف عند هذه المعوقات .. ولو عدنا لكرة اليد وبروزها الأخير في التصفيات الأولمبية والمقامة في كوريا رغم الظروف السابقة إضافة إلى النقص العناصري الذي تمثل بعدم السماح لبعض اللاعبين من أعمالهم رغم الأوامر العليا الصريحة بهذا الشأن وهذا يتطلب وقفة جادة وقوية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتسهيل وتفعيل القرارات التي تسمح بتمثيل الوطن.
كل هذه لم تثنى المنتخب السعودي عن الاستمرار والحرص على المشاركة بكل المناسبات والفعاليات حيث تسعى لهدف واحد هو إن لم تحصل على الصدراة فلا أقل من الاحتكاك والاستفادة وإكساب الأجيال الشابة الخبرة التي تؤهلهم لخوض الفعاليات المستقبلية ولعل الاتحاد أخطأ في شيء واحد ألا وهو التأخر في التعاقد مع الجهاز الفني رغم تكليف عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة المنتخبات إحسان الحبشي منذ وقت مبكر لكنه فشل في إنجاز المهمة مما حدا بنائب رئيس الاتحاد والأمين العام تولي المهمة وإنجازها خلال عشرة أيام بمدرب ومساعد له على درجة عالية من الكفاءة .
هذا التأخر في التعاقد مع الجهاز الفني صاحبه تأخر في التأقلم والانسجام بين أفراد المنتخب وظهروا في أول لقاءاتهم بالبحرين بمستوى أقل من المتوقع ما لبث أن تحسن المستوى وارتفع الأداء مع زيادة المباريات وهذا ما لاحظناه في كوريا وما زال أمام الجهاز الفني الكثير لتحقيقه من خلال سرعة إيجاد صانع ألعاب وضارب وكذلك على مستوى العمل الدفاعي والتركيز للأجنحة ولاعبي الدائرة .. وعلى الجميع الإلتفاف والتكاتف لمساعدة الجهازين الإداري والفني وتعزيز الجانب النفسي واللياقي وما سيساعد على ذلك هو وجود الروح والحماس لدى اللاعبين.