|


ناقــد
وصف نفسه بالشجاع والمتخصص بالشأن الآسيوي وسخر من الكوادر السعودية
2011-02-21
إذا تكلمت اسكتوا... ولا أحد يفهم إلا أنا.. وأنتم كمالة عدد... وأنا لحالي الضيف الرئيس.. ما تشوفني جالس وحاط رجل على رجل.. وأنتم تجلسون كما يفعل الناس العاديين... وإذا تبون أقولها بطريقة منمقة وأستعين بمخزوني اللغوي والثقافي فسأرد عليكم ببيت شعر لأبو الطيب المتنبي قال فيه: (ودع كل صوت غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي والآخر الصدى) وما راح أزودها وأقولكم أساساً هذا البيت من إبداعي.
تلك السطور مجرد مقدمة تحكي حال إعلامي كان من بين ضيوف برنامج فضائي مساء الجمعة الماضي. للأمانة لم يكن لوحده وإنما كان واحداً من بين ستة لكن الحق يقال كان كأنه قمر والناس حوله كواكب.
وصف نفسه بالمتخصص في الشأن الآسيوي، وهذا لم يسبقه إليه أحد من الإعلاميين، ولا نعرف كيف ومتى ولماذا ومن أين جاء بهذا التخصص؟ هل لديه دراسات وأبحاث وتحقيقات صحفية لا يمكن لأحد سواه أن يقدم على كتابتها، أم أن كل من أخذ تصريحاً أو أصبح صديقاً لابن همام صار بلا مقدمات متخصصاً في الشأن الآسيوي؟ هل هو متخصص في الكرة الآسيوية فيعرف مثلاً من هو بطل الدوري السريلانكي عام 1993 ويعرف من دربه في ذلك العـــام ويعرف اسم رئيس النادي ويعـــرف اسم حارس المرمـى الاحتياطي الذي ربما دخل في مباراة حاسمة ونجح في صد ثلاث ضربات جزاء؟!
أم يعرف ما يعرفه كل من يستعين بالسيد المحترم (جوجل) على الإنترنت ويأخذ معلومات وأخباراً منقولة من مواقع يشرف عليها أحياناً مراهقون ومشجعون؟
زميلنا أيضاً أضاف لنفسه صبغة المتخصص الإعلامي لمجرد أنه كان لاعباً سابقاً.. طبعاً لاعب ليس في الهلال ولا الاتحاد ولا النصر ولا الأهلي ولا الشباب... مع احترامنا لكل الأندية، وهل كل من لعب الكرة أصبح متخصصاً بالإعلام؟ وهل كل إعلامي يفترض فيه أن يكون مارس الكرة؟ ما هذا الخلط وما هذا الكلام؟! طوال الحلقة كان يتحدث على غرار قاعدة (أنا الطائر المحكي)، فقال لأحد زملائه في الجلسة “أنت ما تفهم”، وقال لآخر كلمة ليست في مكانها فرد عليه بلغة حادة وقوية: “الزم حدودك” فقال: “أمزح معك ليش زعلت”.
فجاءه الرد الكافي الوافي: “ما إحنا في استراحة”.
وذهب أخونا بعيداً حينما شكك بطريقة ساخرة جداً في الكوادر السعودية في كرة القدم والتدريب، وعندما حاول أحد زملائه تصحيح مساره قال: “أنا شجاع، وعندما نحتاج أجانب لازم نعترف مثل ما حنا نحتاج دكاترة ومهندسين”... ويا لها من شجاعة. بعض المحللين الإعلاميين يخرجون على الشاشة ويعتقدون بالفعل أن لا صوت يعلو على صوتهم، ولا أحد يدرك سواهم، ولا أحد أكثر وعياً وفكراً منهم، فهم من فصيلة هذا الزميل والطائر المحكي.