|


نبيه ساعاتي
سيناريو قصة نور
2010-07-15
تغلب انتصرت على بكر في حرب البسوس التي اندلعت بسبب ناقة البسوس بنت منقذ وامتدت نحو أربعين عاماً، وفي نفس المدة تقريباً ذبيان تغلبت على عبس في حرب داحس (حصان قيس بن زهـير) والـغـبــراء (فرس حذيفة بن بدر) ، ولكن في واقع الأمر الأطراف الأربعة تكبدت خسائر فادحة وهكذا هي الحروب لها ثمنها الباهظ والتي تنجر على الأمة بكاملها.
ومن هذا المنطلق لم أكن أتمنى أن يستهل علوان فترته الرئاسية بمعركة حامية الوطيس طرفها الثاني نور الذي يمتلك أسلحة فتاكة أولها الجماهير المغرمة بقائد النمور التي لن تتردد في مجابهة أي قرار ضد اللاعب، وفي ذات السياق فإن الإعلام الاتحادي وغالبيته في الوقت الراهن موجه سوف يلعب دوراً مؤثراً في تأليب الرأي العام ضد من يمس نور، ليس حباً فيه وإنما لحاجة في نفس يعقوب، السلاح الثالث زملاء القائد الاتحادي في الميدان والذين وإن لم يفصحوا عما يدور بخلدهم فإنهم بكل تأكيد سوف يؤازرون قائدهم .
وفي المقابل فإن لدى علوان أسلحة أقل فتكاً من أسلحة نور تتلخص في دعم المدرب المطلق والذي وضح أنه مشحون جيداً ضد القائد ولن يتردد في الضرب بيد من حديد لبسط نفوذه، كما أن المادة ستكون عاملاً مؤثراً في هذه الحرب إضافة إلى دعم بعض أعضاء الشرف .
في ضوء ذلك أتصور أن علوان سيخرج خاسراً من هذه المعركة ما لم يتصرف بحكمة تتجسد في تقريب وجهات النظر بين المدرب والقائد وتحييد حزب معارضة نور، وعلى الجانب الآخر فعلى نور أن يعي أن الزمن قد تغير وأن عليه تقديم بعض التنازلات حتى يحتفظ بالبريستيج الذي تعود عليه وإلا فإن نتائج الحرب حتى وإن انتصر فيها ستكون وخيمة عليه ولاسيما إذا ما حقق الفريق نتائج جيدة .
وفي النهاية فإن المتضرر الأول الكيان الاتحادي والانعكاسات السلبية ستمتد إلى جميع الأطراف لذا كنت أتمنى أن يصطحب الرئيس الاتحادي نور إلى البرتغال لإنهاء المشكلة هناك بعيداً عن الصخب الإعلامي، أما وإن لم يحظ هذا الحل بقبول فإن الإعارة لأحد الأندية الخليجية تأتي كحل بديل قد لا يكون ناجعاً إذا ما أخفق الفريق الاتحادي في ملامسة تطلعات جماهيره فعند أول خسارة ستكون قضية نور حاضرة وبقوة بل وستكون مفصلية في مسيرة المدرب والإدارة، أما إذا توالت الانتصارات الاتحادية واعتلى العميد نهاية الموسم منصات التتويج فهي بكل تأكيد نهاية نور.
عموماً هذه السطور إنما تمثل استقراء لسيناريو الأحداث الاتحادية بتجرد وحسب المعطيات المتاحة وهي لا تمثل رأيي الشخصي الذي سأدلى به في الوقت المناسب وإنما رغبت في أن يتدخل رجالات العميد لمعالجة هذه المعضلة قبل استفحالها .

 الماتادور
 الأحد أسدل الستار على العرس الكروي العالمي بعد نحو شهر من الإثارة ولا أقول المتعة التي غابت في 2010 عن لقاءات كثر وإنما حضرت في النهائي بحضور الماتادور صاحب الكرة الأخاذة بقيادة الثنائي الرائع شافي وأنيستا اللذين ساهما بقوة في صناعة الأفضل ميسي والذي تاه في ظل غيابهما ليثبت للعالم كله بأنه أقل بكثير من أن يقارن بالأسطورة مارادونا، في حين إنهما سطعا في جنوب أفريقيا وواصلا الإبداع بدونه فتوجا أسبانيا بأغلى الألقاب بعد سنوات عجاف امتدت لنحو ثمانين عاماً كان خلالها المنتخب الأسباني ضيف شرف حتى وهو يستضيف النهائيات.
في الواقع أنني تعاطفت مع هولندا كونه النهائي الثالث لها ففي عام 1974 م خسرت الطواحين رغم وجود الأسطورة كرويف وبقيادة رينزينبرينك عام 1978 م وقف القائم حائلاً دون فوز البرتقالي بالكأس، أما في أفريقيا فكانت المصيبة أعظم ألا وهي مواجهة (أسبانيا) التي تأسرك إبداعاً وتفتنك متعة فلا تملك إلا أن ترتص بين جماهير الماتادور لتصفق لمن حمل لواء الكرة الهجومية ليثبت للعالم أجمع أن جمال الأداء من الممكن أن يصل بنا إلى منصات التتويج وليس فقط المكائن التي تعمل دون كلل وفي نفس الوقت دون إبداع تكتمل به حضارة كرة القدم التي تمثل أسبانيا أهم ركائزها فهي الدولة التي تنفق بسخاء على الكرة وتفتح ذراعيها لكل مبدع كروي دون الالتفات لهويته أو عرقه أو لونه وبلا اكتراث لمن يقول إن الأجانب سبب تراجع المستوى لتحتضن أقوى دوري في العالم وتقدم أندية هي في الواقع أقوى من منتخبات عالمية وتبرز نجوماً كباراً ومنتخباً يكفي أنه بطل العالم.