|


بعد نسختين مريرتين.. مارادونا ينتقم في مونديال المكسيك

2018.06.04 | 02:04 pm

توجت بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك، دييجو أرماندو مارادونا أسطورة جديدة لكرة القدم، فهو ذلك العاشق للكرة، الذي ظهر لشغل المكان الذي تركه بيليه شاغرًا قبل 16 عامًا، ليقود الأرجنتين نحو المجد بلقب عالمي ثاني، يقول مارادونا: "كانت اللحظة الأروع في حياتي"، فيما يشاهد صورًا تتابع، تعكس هدفيه في مرمى إنجلترا، "هدف اليد " والتحفة الفنية والتمريرة السحرية، التي ساعدت خورخي بوروتشاجا على حسم المباراة النهائية أمام ألمانيا والاحتفال على ملعب الأزتيك بكأس العالم لكرة القدم.



ويوضح مارادونا المدير الفني السابق للمنتخب الأرجنتيني في كتابه "أنا الدييجو" قائلاً: "لم أكن وحدي، كان هناك فريق، الأرجنتين لم تتوج بطلة بسببي فقط، أنا ساهمت، وآخرون ساعدوني، وحققنا الفوز جميعًا، أنا ممتن لاختيارهم لي كأفضل لاعب في كأس العالم، لكنني فزت مع الأرجنتين ولم أفز وحدي".
ومع ذلك فإن الثقل الفردي الذي مثله مارادونا في ذلك الفريق الذي كان يقوده كارلوس بيلاردو، ليس فقط بسبب أهدافه الخمسة التي أحرزها في البطولة، تفوق ربما حتى على أي سابقة تاريخية تتعلق بتأثير لاعب واحد فقط على فريق ما،



ويؤكد الأسباني إيميليو بوتراجينيو، الذي ما يزال يعتقد بأن منتخب بلاده هو الذي كان يفترض أن يخوض مباراة الدور قبل النهائي في تلك البطولة أمام راقصي التانجو، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "لا أود أن أقلل من قدر باقي لاعبي منتخبهم، لكنني لا أتذكر لاعبًا أدى دورًا حاسمًا في فوز فريق في إحدى البطولات كما فعل مارادونا في المكسيك".
ووصل مارادونا إلى كأس العالم في أوج تألقه الكروي، وكان في الخامسة والعشرين من عمره، ورغم ذلك كان معشوقًا بالفعل في نابولي الإيطالي، ومع ذلك فإن أغلب المتابعين كانوا يتوقعون أن يكون: "الملك" الجديد هو الفرنسي ميشيل بلاتيني أو البرازيلي زيكو، وحتى ذلك الحين كانت بطولات كأس العالم بالنسبة لمارادونا، ذكرى مريرة، ففي الأرجنتين 1978 استبعد من الفريق في اللحظات الأخيرة، وفي أسبانيا 1982 كان عليه أن يتقبل الخروج من الدور الثاني، بل وحصوله على البطاقة الحمراء في المباراة الأخيرة أمام البرازيل، أما في المكسيك 1986 فكل شئ تغير بالفعل.



قبل ذلك بثلاثة أعوام، كان بيلاردو قد أكد أن مارادونا هو الوحيد الذي يضمن موقعا في تشكيل الفريق وأنه القائد، وقال مارادونا: "كنت أريد أن أكون القائد، الزعيم، واللاعب الأول لدى بيلاردو، كان ذلك ما حلمت به دومًا، أن أمثل جميع اللاعبين الأرجنتينيين، جميعهم"، وأكدت الأرجنتين حظوظها للقب بالفوز على إنجلترا 2/1 في دور الثمانية، في مباراة كان بها العديد من العوامل غير الكروية، وكما اعترف مارادونا: "رغم أننا كنا نقول إن الكرة ليس لها علاقة بحرب فوكلاند، فإننا كنا نعرف أن هناك ثمانية أرجنتينيين توفوا هناك، إنهم قتلوهم كالعصافير، وكان ذلك بمثابة ثأر بشكل أو بآخر، كنا نعتبر لاعبي إنجلترا مسئولين عما حدث، أعرف أن ذلك ربما يكون مبالغة، لكن الأمر كان أقوى منا".



ومن وجهة نظره صنع مارادونا العدالة بهدفين وصفاه بالشقاوة والسحر، ويتذكر الهدف الذي أحرزه بقبضته اليسرى كي يلحق بقامة الحارس بيتر شيلتون ويهز الشباك بخدعة رائعة، لم تلتقطها حتى الكاميرات من الوهلة الأولى: واعترف لاحقًا، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "لا لم يكن ما فعلته صائبا"



بعد ذلك سيأتي ما هو أفضل، عمله الأروع، عندما انطلق من نصف ملعبه كشعاع لا يمكن إيقافه خلال عشر ثوان بالكاد، وراوغ نحو نصف الفريق قبل أن يمنح الكرة اللمسة الأخيرة، وقال مارادونا: "حتى اليوم لا أزال أشعر بأنني لم أحرز ذلك الهدف، بحق يبدو للمرء أنه لا يمكن إحراز هدف بتلك الطريقة، تتخيل أنك ستحلم به لكنك لن تتمكن من تسجيله، والآن بات هدفا أسطوريا".


بعد نسختين مريرتين.. مارادونا ينتقم في مونديال المكسيك

بعد نسختين مريرتين.. مارادونا ينتقم في مونديال المكسيك