|


إبراهيم بكري
درس الصين لحماية دورينا!!
2018-06-05
"إنهم لا يدركون حتى كيفية لعب كرة القدم؛ لأن اللاعبين الصينيين لا يتمتعون بالمهارات الفنية التي يتمتع بها لاعبو أمريكا الجنوبية وأوروبا".

هذا التصريح المحبط من اللاعب الأرجنتيني الشهير كارلوس تيفيز كان مثل الصدمة التي تعرض لها المسؤولون عن الرياضة في الصين، بعد إنفاق مليارات الدولارات في صفقات تعاقد الأندية الصينية مع محترفين أجانب.

أصحاب العيون الضيقة كانوا يعتقدون أن إغراء اللاعبين المميزين على مستوى العالم بالمال الصيني للاحتراف في الأندية الصينية، يكفي لصناعة دوري مميز ومنتخب قوي.

الحلم الصيني في كرة القدم كان صناعة أندية تسيطر على البطولات الآسيوية، ومنتخب يتربع على القارة الصفراء ويشارك في بطولات كأس العالم.

كل أحلام هذا البلد الذي يحتضن أكثر من مليار ونصف نسمة في كرة القدم، أصبحت سرابًا ومنجزات مخجلة مقارنة بحجم الإنفاق المنخفض بالدول الأخرى في قارة آسيا التي تطير اليوم إلى موسكو؛ للمشاركة بالمحفل الدولي كأس العالم في روسيا 2018م.

388 مليون يورو أنفقتها الأندية الصينية خلال فترة الانتقالات الشتوية عام 2017م، كل هذه المبالغ لم تساهم في تطوير اللعبة في الصين؛ ما جعل القائمين على الرياضة يفرضون ضوابط جديدة للحد من الإنفاق على الصفقات الأجنبية والاهتمام باللاعب المحلي، من خلال إقرار نظام الضريبة على أي صفقة تصل إلى نسبة 100 في المئة.

لا يبقى إلا أن أقول:
من الواضح أن السلطة الرياضية في الصين أدركت أن الإنفاق الكبير على صفقات الأجانب المحترفين، قد يضر مستقبل لعبة كرة القدم في الصين أكثر من أن يطورها، وفي هذا الشأن تم تقليص حجم الإنفاق في عام 2018م والتركيز على مشاريع تطوير الفئات السنية؛ لضمان صناعة لاعب محلي يشرف وطنه في المحافل الدولية.
أعتقد من المهم أن تضع الهيئة العامة للرياضة في السعودية على طاولتها الملف الصيني في التعاقدات مع المحترفين الأجانب لتفادي الأخطاء؛ لأن المال وحده لا يصنع لك دوريًّا قويًّا ومنتخبًا مميزًا.

قبل أن ينام طفل الـ “هندول” يسأل:
هل الهيئة العامة للرياضة سوف تتفادى الأخطاء الصينية لصناعة مستقبل رياضتنا؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية”.. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..