|


عوض الرقعان
أمجاد يا عرب أمجاد
2018-06-09
توفي خلال هذا الأسبوع مذيع إذاعة صوت العرب.. الأستاذ أحمد سعيد رحمه الله.. الذي أطلق عليه بعضهم مذيع الخيبة.. بل على قول الأخوة المصريين مذيع الوكسة تمشيًا مع الأخبار غير الصحيحة التي أذاعها عبر إذاعة صوت العرب في حرب 67م..
والتي مني فيها العرب بهزيمة ساحقة سميت بالنكسة.. وبالرغم من تلك الخسائر.. كان سعيد يقول للمستمعين بإذاعة صوت العرب.. إننا دمرنا ثلاثة أرباع قدرات الجيش الإسرائيلي.. وأطحنا بنصف طائرات العدو الصهيوني.. إذ شعر الناس حينها.. ومن خلال جهاز الراديو.. الذي يتسع فيه الخيال.. بأن العرب على مشارف تل أبيب.. وفي المقابل كان ذلك الكلام كذبًا.. بل إن اليهود احتلوا الضفة الغربية وسيناء والجولان.. وللأسف والكل يعلم أن هذا المذيع ليس له ناقة أو جمل.. في نقل تلك الأكاذيب من الانتصارات الزائفة.. وإنما كان يذيع ويتحدث وفق ما يملى عليه من القيادة العسكرية التي كانت مسؤولة عن تلك الهزيمة.

ولعل هذا درس لنا نحن العرب.. لم نتعلم منه بالرغم من مرور خمسين عامًا مضت.. بأن الإعلام لا يصنع الحدث.. إنما الإنسان الموجود على الأرض هو من يصنع ذلك الحدث.. وهانحن نشارك بمونديال روسيا ونشاهد خلال الأيام الماضية..
كيف يبيع لنا الإعلام الوهم.. سواء في مصر أو في بلادنا بالتحديد.. وذلك بالتقليل والإنقاص من المنتخب الروسي في لقاء الافتتاح.. وأخشى أن يستقبل جمهورنا عيد الفطر بهزيمة قاهرة لا سمح الله.. لهذا يجب على الإخوان في إدارة المنتخب وعلى رأسهم الكابتن عمر باخشوين.. أن يبثوا في ذهن اللاعبين أن نقطة الانطلاق في الملعب فقط.. من خلال القتال على الكرة.. وليس في تصنيف الـ"فيفا" أو نتائج المباريات الودية لأي منتخب أو في غياب نجومية أو محترفين بمنتخب روسيا.. ولا ننسى أن الأرض والجمهور مع منتخب بوتين.. وأما الجيش الإعلامي وحديثه وتحليلاته تبقى له فقط.. فكل هؤلاء الإعلاميين لن يلعبوا معكم ويدافعوا عن منتخب بلادكم.. مثلكم ألبتة.. ثم أثبتت الأيام القليلة الماضية أن هناك فارقًا كبيرًا.. بين لاعبي منتخبات أوروبا.. ولاعبي منتخبنا والأشقاء في مصر.. ولعل الدليل ظهر في لقاء المنتخبين أمام منتخب بلجيكا.. إذ نال كل من المنتخبين هزيمة في الأداء قبل النتيجة التي بلغ قوامها.. سبعة أهداف مجموع ما تلقاه المنتخبان من المنتخب البلحيكي.. لهذا وأتمنى ألا نغني حينها أمجاد يا عرب أمجاد وسط نتائج غير متوقعة لا قدر الله.. ونحن لم نفعل شيئًا ونعود إلى خمسين عامًا مضت.. وسلامتكم.