|


صالح الخليف
حتى أنتِ يا إيناس 1ـ2
2018-06-09
إضحاك الناس صعب ومعقد ويحتاج إلى ملكات خاصة يهبها الله من يشاء من عباده.. الممثلون الكوميديون الناجحون أحد هذه العينات؛ فحينما يكتشفون قدراتهم الذاتية ويكون لديهم الرغبة والاستعداد لدخول المجال الفني؛ فهنا يبدؤون الخطوة الصحيحة في طريق الشهرة والأضواء والانضمام لقائمة الأثرياء..

الممثل المصري رامز جلال كان لديه الرغبة الجادة في اقتحام عوالم المسرح والسينما، لكن الله جله جلاله ما منحه وأهداه لملكة القدرة على انتزاع الضحكات من أعماق الناس، فسجل فشلاً مدويًّا على الشاشة وظل الحلقة الأضعف في كل عمل تلفزيوني يحتضنه بين زمرة النجوم.. جلال يتمتع على ما يبدو بذكاء فطري جعله يلمس هذه الحقيقة الجارحة؛ فلم يضع ثقله وأثقاله في التمثيل.. عرف حجم وحدود موهبته، ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه..!!

لم يستسلم ولم يترك قطار الشهرة والملايين يعبر من أمامه دون أن يكون أحد ركابه.. لا أعرف أمن نفسه لمح معالم الطريق الجديد أم هناك من هداه وأضلنا وعكر أمزجتنا.. سامح الله من كان السبب..!!

جرب رامز هذا حظه مع الكاميرا الخفية بإمكانيات مهولة وتصوير متعوب عليه وضيوف لامعة، وبثت الحلقات على محطة قوية ومتمكنة؛ فاكتملت زوايا الوصول للناس في عقر دارهم.. رامز في الجو ورامز تحت الأرض.. برنامج كاميرا خفية لا يحتاج إلا متابعة حلقة واحدة لتتيقن أن ما يحدث لا يعدو كونه مسرحية هايفة تجعلك في هوس مع نفسك وتتساءل كيف ارتضى ذاك النجم أو تلك النجمة المشاركة في مقلب رخيص لخداع المشاهدين..؟

عشرات الأصوات خرجت واعترفت بأن السيد جلال ومقالبه تتم باتفاق مسبق مع الضيوف، وكان آخر هذه الاعترافات ما أدلت به المخرجة المصرية إيناس الدغيدي التي اعتادت أن تقدم نفسها أمام خلق الله كأنموذج للمرأة الصادقة الصارمة الجريئة القوية المنتصرة للفن والعقل والحريات.

وغدًا نواصل تسليط الضوء على هذه الحكاية.