|


بدر السعيد
لم تكن مجرد خسارة..!!
2018-06-16
كان كل شيء يوحي لنا بظهور مختلف.. أو على الأقل هكذا كنّا نعتقد قبل أن يخوض منتخبنا الوطني أولى خطواته في مونديال روسيا.. المونديال الذي غبنا عنه في نسختين كلفتانا الانتظار اثني عشر عاماً بين آخر مباراتين للأخضر في المونديال..

كان اللقاء أكبر من مجرد ثلاث نقاط.. وكانت الأماني أبعد من الفوز.. وكانت المشاعر في أوجها.. كانت النفس مشتاقة لظهور لافت يطفئ نيران الغياب.. ويشعل مصابيح الأمل والثقة ويعيد الهيبة والشخصية.. لم يكن هذا الطموح حلماً يصعب تحقيقه ولا ضرباً من خيال بعيد المنال.. كان السعودي واقعياً وهو يمني نفسه بذلك عطفًا على كمية الدعم المادي والمعنوي غير المسبوق، الذي حظي به المنتخب وجميع أفراده والأطقم المساندة لهم..!!

اقترب اللقاء.. اكتظت مدرجات الملعب بالعشاق.. كان حضوراً لافتاً كماً وكيفًا تقدمهم رجل الرؤية ومهندس الإصلاح الرجل الذي قدم لشباب ورياضة وطنه الكثير الكثير.. حضر مسانداً بكل ثقة وشجاعة.. حضر ليؤكد أنه خلفنا عقلاً وجسداً هذه المرة.. وفي الجانب الآخر كان جمهورنا الوفي في الموعد.. توافدوا من مختلف مناطق المملكة، بل من مختلف دول العالم.. تنازلوا عن قضاء العيد بين أهلهم.. كانوا يمنون النفس بعيد أخضر مفرح.. لكن الأخضر "جاب العيد" بشكل مختلف.. فقد كان كل شيء جاهزًا ومعدًّا بالشكل المطلوب، التنظيم، الافتتاح، الحضور.. كل شيء كان جاهزاً في افتتاح المونديال.. كل شيء إلا المنتخب..!!

ما حصل يوم الخميس لا يمكن نسيانه.. لا يمكن اختزاله في سوء طالع أو قوة خصم أو ضعف إمكانيات.. ما حصل كان إساءة لسمعة الأخضر.. كان خنجراً في خاصرة الأماني.. ما حصل تجاوز الإساءة إلينا ليصبح إساءة لكرة القدم ذاتها..!!

إلى لاعبي الأخضر.. إلى القائمين على استعداداته والإشراف عليه.. ماذا عساكم أن تقولوا لعشاقكم.. وقبلهم المسؤولون.. قد تبدو أسئلتي محرجة عليكم بعض الشيء.. لذا سأسألكم سؤالاً أكثر وضوحًا: ماذا عساكم أن تقولوا لأنفسكم؟؟!!

قبل الختام.. قابلني أحد المشجعين أثناء مغادرتي المدرج.. كان محطماً.. محتقناً.. صاح في وجهي بصوت عال سائلاً: ماذا سنفعل في كأس آسيا 2019..؟!

أجبته وأنا أشاركه الأحاسيس: "قل لي ماذا سنقدم أمام الأوروجواي أولاً وسأجيبك لاحقًا عن كأس آسيا"..

دمتم أحبة.. تحتضنكم الرياضة.. ويجمعكم وطن..