|


هيا الغامدي
«كرة القدم» إلى آخر نفس!
2018-06-26
وانتهى المشوار فوز شرفي مهم ودعنا به المونديال، لن ينسى التاريخ اللحظة التي جاء فيها هدف التفوق السعودي على نظيره المصري، والمنطق يقول كرة القدم خطورتها تمتد لآخر نفس في المباراة!

لا ينسى العرب الدقائق الأخيرة في مونديال روسيا، ولن ننسى أنها “باب الفرج” وقبلة الحياة لمنتخبنا بمونديال تذوقنا جميعا فيه “وخز” ألم الدقائق الأخيرة، والحمد لله تباشير “الفرج” بدأت بكرة “الفرج” وما قبلها وما بعدها روح، حماس، إصرار، ودافعية ورتم فني متدرج متصاعد للأفضل!

البداية السيئة جاءت كالكابوس استيقظنا منه على صحوة فنية أفضل على مستوى الأداء والعطاء، مباراة أوروجواي لولا الحظ وخبرة بعض اللاعبين وتسرعهم لكان بالإمكان أفضل مما كان، وكنا بوضع أفضل وتأهلنا!

الحمد لله “قدر الله وما شاء فعل”، ثاني أفضل مشاركة مونديالية للأخضر بعد مونديال 94م من بين المشاركات الخمس! ولكن صدقوني لن نكون أفضل ما لم نعترف بوجود الأخطاء وأول خطوات التصحيح إدراك لاعبينا أنه كان بالإمكان أفضل مما قدموا، الإدراك بوجود السلبيات والأخطاء وتنامي حس المسؤولية يجعلنا نتفاءل بمستقبل أفضل!

الأخطاء جماعية ومثلما الفوز يجير للجميع الخسارة مشتركة لا يتحملها فرد أو جهاز أو جهة بعينها، لا يجب أن يأخذنا الفوز بعيدًا عن اليقين بوجود الأخطاء والسلبيات أمامنا استحقاق قاري مهم وقريب، وضعنا هدفًا لبلوغ قمته ونهايته!

اجتهد بيتزي ولا يجب تحميله كل الأخطاء وإن أخفق وأخطأ التقدير بمسألة ما! ويجب أن نعترف بأن أحد أسباب فشل الكرة السعودية بالماضي هو عدم صبرنا على المدربين والحكم الجائر والمتسرع أحيانًا، ذلك الذي يبتعد عن الأسلوب العلمي وتحكيم العقل والمنطق والدراسة والمقارنة ويقترب من الانفعال والعاطفة!

بيتزي مباراة عن الأخرى يقترب من اللاعبين ويتفهمهم و”الهارموني” بينه وبينهم متوال ويسير بخط تصاعدي للأفضل! ومن السيئ الاستغناء عنه في هذا التوقيت مع اقتراب موعد كأس آسيا بالإمارات!

ومتى ما أردنا قوامًا وطنيًّا متماسكًا وأكثر قوة بين اللاعبين فيجب أن نفصلهم تمامًا عن منظار الأندية والألوان، ليس منطقيًّا ولن تأتي بخير معايير الأفضلية بتقييم اللاعب على أساس “أصله وفصله” بالدوري السعودي!

تقييم اللاعب يجب أن يقوم على أسس ومعايير جودة فنية وعلى حسب الأداء، وعمل مقارنات نسب الإيجابيات والسلبيات والأفضلية! المنتخب جسد وطني واحد لا يتجزأ ولا ينفصل كالبنيان يشد بعضه بعضًا؛ فمتى نستوعب؟!