|


أحمد الحامد
مشهد من الحياة
2018-06-27
وأنت مسافر في الطائرة لديك خيارات قليلة قليلة في الحياة، إما أن تقرأ أو تشاهد فيلماً أو تتحدث مع من يجلس بجانبك أو تنام إذا لم يضع الحظ بجانبك طفلاً يبكي طوال رحلتك.
في الرحلة الأخيرة شاهدت فيلماً اسمه the disaster artest بطولة james franco، الفيلم قصته حقيقية يحكي عن شاب يهوى التمثيل ويعتقد أنه موهبة فذة، قام هذا الشاب بإنتاج فيلم له اسمه the room، هذا الفيلم حقق نجاحاً كبيراً ليس لأنه فيلم جيد بل لأنه فيلم سيئ لدرجة الضحك ومن باب السوء دخل المشاهد صالات العرض ليشاهد الكارثة التمثيلية التي بدأ الناس يتحثون عنها في أداء الممثلين وخصوصاً بطله الكارثي الذي كتب وأخرج وأنتج الفيلم أيضاً، من المفترض أن يكون الفيلم دراما لكنه تحول إلى فيلم كوميدي بسبب أداء البطل المضحك وهذا سر من أسرار انتشاره وتحقيقه أرباحاً ما كانت تتحقق لولا هذه الفانتازيا المضحكة. فيلم the room أنتج عام 2003، أصبح بطله شهيراً بعد سنوات من المحاولات المتكررة لاقتحام المجال الفني، والحقيقة أن أداءه لم يكن سيئاً بل لم يكن له علاقة بالأداء، اسم الممثل هو tommy wiseau الذي أثبتت تجربته أن الشهرة لا علاقة لها بالنجاح، وأن النجاح لا تصنعه كثرة الظهور ولا كثرة الحديث، وأن تبقى جالساً في بيتك خير من أن تخرج لتكون كارثياً على نفسك وعلى الناس. مشكلة tommy wiseau أنه كان يملك المال وكلف فيلمه 6 ملايين دولار، وهذا إسقاط آخر لمشهد من مشاهد الحياة، أن تكون سيئاً وأن تملك المال الكثير في الوقت نفسه أمر خطير وعواقبه سيئة، فيلم the disaster artist ليس للضحك بل شرح حقيقي عن مفهوم الصناعة وأسباب نجاحها وفشلها، لا يمكن أن تقتحم ما لا تعرف وما لم تتعلم وتتوقع أن تحصد نجاحاً، لا يمكن أن تشتري أفضل ملابس الرياضة وتعتقد أنك ستنضم إلى تشكيلة المنتخب، اليوم tommy wiseau اسم شهير في عالم هوليوود ليس كممثل بارع بل كممثل فاشل، هو متواجد لكن بصورة مضحكة، هو حاضر لكنه لا يملأ فراغاً، صاخب بلا لحن، ضجيج دونما أنغام، هكذا هو مسرح الحياة دائماً، المجد للأفضل.