|


بدر السعيد
البحث عن «عفش» زائد
2018-07-14
قبل شهرين من انطلاق المونديال تناولت هنا في مقال سابق ما فعله "جول ريميه" من كتابة للتاريخ بعد فكرته الرائدة "كأس العالم".. واليوم أعود لما بعد "ريميه".. أعود إلى العام 1974 حيث عزمت منظمة FIFA على استبدال شكل كأسها.. كأسها التي ملأت الدنيا وأشغلت الناس.. كأسها التي باتت مطمعًا لكبار الدول ولم تعد همًا ورغبة رياضية فقط .. فالسياسييون والمثقفون ونجوم الأدب والفن وغيرهم منحوها جزءا كبيرا من اهتماماتهم وشغفهم.

في إيطاليا وفي ميلانو بالتحديد تم بالفعل تنفيذ الشكل الجديد لتلك القطعة الذهبية بعيار 18.. تصميم وشكل جديد يزن خمسة كيلوجرامات نفذه الإيطالي سيلفيو جازانيجا.. كأس جديدة تناقلتها أذرع الأساطير بين أيادي الكبار، حيث كان الألماني فرانز بيكنباور أول من حمل هذه الكأس بشكلها وتصميمها الحالي، ثم انتقلت إلى الأرجنتيني باساريللا مرورًا بالإيطالي زوف، ثم يرفعها الظاهرة الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، فيتبعه الألماني لوثر ماتيوس أحد قياصرة العصر الحديث، بعدها جاءت السامبا لحملها لأول مرة بشكلها الجديد لترتمي في أحضان البرازيلي دونجا لتعود إلى القارة العجوز مجددًا، فيحملها الفرنسي ديشان، فتعود مرة أخرى إلى البرازيل فيرفعها المخضرم كافو كآخر كابتن من أمريكا اللاتينية يحمل كأس العالم الجديدة.. ليبدأ بعد ذلك عهد أوروبي جديد أوقفت فيه أوروبا كل المغامرات الجنوبية ليتناوب عليها قادة ونجوم القارة العجوز ابتداء من الإيطالي الأنيق فابيو كانافارو فالقديس الإسباني كاسياس مرورًا بالماكينة فيليب لام قائد الألمان.

سيطرة أوروبية محكمة خلال آخر 12 عام.. سيطرة أوروبية خالصة لن تتوقف قبل أن نحظى هذا اليوم الأحد بمشاهدة امتداد هذه السطوة حين نشاهد أحد كبار أوروبا يتوج بطلًا لواحد من أجمل المونديالات وأكثرها واقعية.. كلنا بانتظار من هو البطل.. البطل الذي سيكون عليه أن يضيف إلى أمتعته قطعة زائدة وزنها خمسة كيلوجرامات من الذهب.. وأيا كانت تكلفة هذه القطعة الإضافية على أمتعة البطل فإنه سيتم سدادها من الـ 38 مليون دولار، التي تمثل الجائزة المالية المخصصة لبطل العالم.. فأين سيكون "العفش" الزائد؟ على الرحلة المتجهة من موسكو إلى باريس؟ أم على متن رحلة بلاد البلقان؟ لا أعلم لكني متأكد أنهما يستحقان ذلك المجد.

دمتم أحبة..تجمعكم الرياضة..ويحتضنكم وطن..