|


العالم ينتظر البطل الـ21

الرياض ـ الرياضية 2018.07.15 | 04:21 am

أهذا يوم عابر يتحدث فيه الناس فقط عن حالة الطقس وأسعار الطماطم وعروض تخفيضات تعتزم الأسواق والمتاجر طرحها آخر الأسبوع؟
الخامس عشر من يوليو للعام الثامن عشر بعد الألفين الميلادية، لا يمكن أن يكون كما هو حال أمسه وغده، وإن شئنا ولا بعد بعد بعد غده.. اليوم موعد جديد سيكتبه التاريخ أياً كانت أحداثه..
سيتذكره الناس أزمنة مديدة ويستعيدون مجرياته أوقاتًا عديدة، وتفاصيله بكل ما فيها من تضاد واتجاهات متعاكسة وطرق متقاطعة.. الخامس عشر من يوليو يتوج فيه المونديال زعيمه الحادي والعشرين بعد انطلاق المنافسات قبل تسعين عامًا تقريبًا.. حينها ما كانت الحياة كما نراها ونعرفها، وما كانت الدنيا هي الدنيا التي نعيشها.. ما كانت مظاهر المدنية متغلغلة في تفاصيل الشعوب.. كل شيء نظنه بائسًا وبدائيًا ولا ينبئ بأن التقدم قادم.. في عام 1930 بدأت كأس العالم نسج خيوطها في بيت أوهن من بيت العنكبوت.. اجتمع ممثلو سبع دول أوروبية على طاولة مستديرة داخل مكتب منزوٍ في أحد أحياء باريس عاصمة النور والعطور.. اتفقوا حينها أن هذا العالم وهذه اللعبة يستحقان أن يلتقيا في بطولة.. لقاء سيطول كزواج المحبين والعشاق.. تنفست الفكرة هواءً نقيًا بفضل المحامي الفرنسي جول ريميه، الذي جاهد طويلاً لتتحول فكرة البطولة الكروية إلى عالمية يشارك فيها كل أهل الأرض.. نجح ريميه ولا يحتاج قول أي شيء أو تقديم براهين وحجج وإثباتات أو أدلة على نجاح كأس تضم العالم عن بكرة أبيه.. وحدها الحرب العالمية الثانية أوقفت مسيرة المنافسة، وحين وضعت الحرب أوزارها مخلفة ملايين القتلى والجرحى والمشردين عادت كرة القدم ببطولتها تشرق مرة أخرى لتعلن انتصارها على الحرب، وانتصارها للذوق العام، وانتصارها للفن والإبداع والمتعة والحياة.
اليوم يأتي التاريخ محملاً بذكراه وذكرياته.. في هذا اليوم الخامس عشر من يوليو عام 1958 نفذ حكم الإعدام بحق نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي عقب حكم أصدرته محكمة الثورة العراقية في جلسة استمرت لدقائق معدودة.. عام 1962 تتقدم الجزائر في نفس هذا اليوم بطلب الانضمام لجامعة الدول العربية بعد استقلالها عن فرنسا.. وفي عام 1997 يتعرض مصمم الأزياء الإيطالي الشهير جياني فيرساتشي لعملية اغتيال داخل منزله الكائن وسط ميامي في ولاية فلوريدا الأمريكية.. وفي نفس اليوم من العام 2008 يضرب الإرهاب العاصمة العراقية بغداد مخلفًا خمسة وثلاثين قتيلاً وقرابة السبعين جريحًا.. وفي هذا اليوم ربما يتذكر الناس ولو من باب الذكرى أن الفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا أطلق صرخته الأولى بعد ولادته في هذا اليوم من العام 1939.. ومثله فعل الروائي المصري الكبير ثروت أباظة المولود في عام 1927م.. أما مجلة “آخر ساعة” التي يعدها المصريون واحدة من ألمع المطبوعات في تاريخ بلد مفعم بالأدب والثقافة والصحافة فلقد صدرت في هذا اليوم أيضًا من عام 1934.. وعندما نتحدث عن المواليد لا بد أن نكون أكثر عدلاً ونعرج على الموتى فنقول فقط إن الشاعر السوري الخطير عمر أبو ريشة وضعوه في كفن ونقلوه في النعش ومشوا بجنازته في مثل هذا اليوم من العام 1990 وموت أبو ريشة موت يكفي ويفيض عند الحديث البغيض عن الموت.. هذه زوايا حادة من تاريخ الدنيا وإرثها وموروثاتها.. اغتيال وموت وإرهاب يضرب ومجلات تصدر.. لا أحد سيتذكر الخامس عشر من يوليو إلا حينما يفوز الفرنسيون أو الكروات.. ليس بالحرب طبعًا، وإنما بمباراة كروية، قد لا تزيد مدتها عن تسعين دقيقة.. إنها كرة القدم.. إنها بطولة العالم.


العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21

العالم ينتظر البطل الـ21