|


إبراهيم بكري
الإجازة بعد كأس العالم
2018-07-15
واسيني الأعرج يقول:
“العادة قاتلة ومع ذلك نحن أحيانا في حاجة ماسّة إليها”.

التشجيع إدمان لذلك يقولون عن كرة القدم هي “أفيون الشعوب”، كم من مدمن رياضي يعيش بيننا ما بين مشجع جعل من مشاهدة المباراة متعة يقضي بها وقته، وآخر نحزن لحاله وهو يضحي بجمال الحياة من أجل كرة تتدحرج بين أقدام اللاعبين.

يقول فيودور دوستويفسكي:
“كل شيء في الإنسان عادة.. إن العادة هي المحرك الكبير للحياة الإنسانية”.

للبشر طقوس تختلف وتتباين في متابعتهم للمنافسات الرياضية، لكل شخص عادة تختلف عن الآخر في طريقة مشاهدته لمباراة فريقه الذي يشجعه أو منتخب وطنه وأي منتخب عالمي.
كثير من العقلاء يصبحون مجانين في الملعب وسط المدرجات أو أمام شاشة التلفاز، أمثال هؤلاء يتجردون من كل القيود الاجتماعية ويخلعون ألقابهم، وتجد الدكتور يصرخ كالأطفال، والمعلم لا يختلف عن طالب مشاغب في قاعة الفصل، والإعلامي كدلال في حراج السيارات.
لكل مشجع رياضي محطات كثيرة في حياته لا ينساها تبقى خالدة بالفرح أو الحزن، ويبقى كل كأس عالم من اللحظات التاريخية لعشاق المستديرة شهر وأكثر كانت قلوب عشاق كرة القدم من جميع قارات العالم معلقة بمونديال روسيا 2018.

لا يبقى إلا أن أقول:

ما بين الفرح والحزن كان كأس العالم يعني لعشاق الرياضة الشيء الكثير في شغل أوقاتهم في الإجازة الصيفية، ومع المستديرة سافروا إلى كل بقاع الأرض بميولهم للمنتخبات العالمية.
يقول نجيب محفوظ:
“المقامر المدمن يلقى الخسارة عادة بهدوء ولن يعدو الأمر في نظره التسليم في يومه وعقد الرجاء بغده”.
جعلتنا كرة القدم نقامر بكثير من لحظات حياتنا لتتأرجح بين منجز بطولة أو خيبة خسارة، مع كل هذا قلوبنا معلقة بجحيم كرة القدم، مهما حاولنا أن نتعافى من إدمان التشجيع لا نستطيع، وكأن التوبة من عشق الرياضة لا تختلف عن عشم إبليس بالجنة.

قبل أن ينام طفل الـــ “هندول” يسأل:

كيف ستكون الإجازة بعد كأس العالم؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا “الرياضية” وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.