|


بدر السعيد
ماذا بعد السابع عشر..؟!
2018-07-21
في العام 1994 توجهت بعثة الرياضيين السعوديين للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية في هيروشيما، تحمل آمالاً عريضة وطموحات انتهت بتحقيق 9 ميداليات "ذهبية وحيدة وثلاث فضيات وخمس برونزيات".. وضعتنا في الترتيب السادس عشر بين دول القارة، وقد كانت نتيجة إيجابية ومقبولة جداً في تلك المرحلة من عمر رياضتنا.

غابت بعدها المشاركة السعودية في العام 1998 عن أسياد آسيا؛ بسبب إقامتها في العاصمة التايلاندية "بانكوك"؛ لتعود مشاركاتنا مجدداً عبر بوابة "بوسان" 2002م، حيث استطعنا أن نحقق القفزة الإيجابية بالوصول إلى المركز الحادي عشر.. إلا أننا تراجعنا مجدداً بعد أربع سنوات في "الدوحة" 2006 لنحقق المركز الثالث عشر.. ثم نعود ونكرر ذات المركز في "قوانزو" 2010؛ لنصل بعد ذلك إلى آخر نسخة من دورات الألعاب الآسيوية في العام 2014 في "أنشون" ونتراجع فنصل للمركز السابع عشر؛ وهذا يعني أننا بتنا "أضعف" مما كنّا عليه قبل عشرين سنة حينها.. هكذا يجب أن نقرأ المشهد وهكذا يجب أن نقيم واقعنا الأولمبي!

أعلم يقيناً أن معيار الترتيب يشمل الميداليات التي تحققها الرياضة الرجالية والنسائية إجمالاً، وهو الأمر الذي يضعنا في مقارنة "شبه" ظالمة مع الآخرين.. لكن في الوقت ذاته هذا لا يعني أن نتراجع عما كنا نحققه.. هذا لا يعني أن نصرف المال والوقت والجهد على رياضات تنافسية عديدة، لنكتفي أخيراً بالفرجة عليها وهي تخرج تباعاً من منافسات القارة!

كنت وما زلت وفي أكثر من مناسبة أكرر أن العمل الأولمبي لا يمكن أن يحقق أهدافه ما لم نوفر له عنصرين مهمين هما: "الاستقرار" الإداري والمالي، وكذلك وجود "المختصين" من الرياضيين الحقيقيين، أما غير ذلك فسنظل في ذلك النفق الطويل المظلم الذي نسمع فيه أن نوراً ينتظرنا في نهايته!

أكتب هذا المقال على بعد أسابيع تفصلنا عن حدث قاري مهم انتظرته وسعت له وأعدت له كافة اللجان الأولمبية الوطنية في آسيا.. في شهر أغسطس القادم ستعود إلينا دورة الألعاب الآسيوية وسنعود لها.. ستنطلق منصة الأسياد.. منصة الاختبار الحقيقي للجان الأولمبية والفحص الدوري الأكثر دقة لمعرفة أولئك الذين بذلوا خلال الأعوام الماضية لتنصفهم عن بقية المجتهدين والمتخلفين عن ركب الصناعة الرياضية.. هذه المرة ستكون جاكرتا هي المقصد.. فهل سنكون في الموعد.؟ أتمنى ذلك؛ فالرياضة في بلادي تستحق أكثر بكثير من تلك المراكز.. الرياضة في وطني باتت جزءًا من اهتمامنا وشخصيتنا فلنمنحها المزيد.

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..