|


إبراهيم بكري
الكتابة حياة أخرى!!
2018-07-27
يقول المثل الصيني عن القراءة:
"الكتاب نافذة نتطلع من خلالها إلى العالم".
وماذا عن الكتابة؟!
لا شيء يخرج من الإنسان وفيه روحك إلا شيئان سكرات الموت وكتابة ما يسكن داخلك، في الأولى ينتهي عمرك وفي الثانية ميلاد حروفك الخالدة.

الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون يقول:
"القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً".

ما في شك الكتابة حياة أخرى نعيشها في بعض الأحيان، تبعث الكلمات بسهولة سقوط حبات المطر، ومرات أخرى لا تختلف عن المخاض ولادة متعسرة.

من يدمن على الكتابة بشكل يومي لا يجد في حياته متعة إلا في رائحة الحبر وصوت القلم "الصرير"، حتى عندما يكون أمام لوحة المفاتيح لا يرى الأزرار إلا مجرد ورقة بيضاء تعانقها أصابعه بروح القلم.

في هذا المكان "هندول" بشكل يومي من كل أسبوع ما عدا السبت والأحد، أصافح القراء بنبض حروفي، منهم من يتفق معها وبعضهم يختلف ويقف ضدها، لا فرق عندي في ذلك؛ لأن في دستور الكتابة وأخلاقياتها يفترض أن يكون جميع القراء سواسية في ميزان حكمك.

الجنسية الوحيدة في هذا العالم التي يحملها من كل دين، عرق، وجنس هي "القراءة"، لا يحتاج القارئ إلى جواز سفر حتى يتخطى حدود حروفك، يدخل عالمك، ويعيش بين كلماتك ليكتشف من أنت؟!

لا يبقى إلا أن أقول:

من حق هذا الطفل الذي يعيش في "الهندول" أن ينام ويرتاح جسده من تفكير الكتابة، أعتذر لك أيها الصديق ـ القارئ ـ على غياب سوف يستمر ما يقارب 40 يوماً، سوف أحمل أوراقي وقلمي وأغادر هذه الزاوية؛ لأن الكتابة اليومية مرهقة ولا مفر من إجازة يتجدد فيها حيوية الجسد، بالرغم من أن الكتابة حياة أخرى نعيشها، إلا في بعض الأحيان نحتاج أن نهرب منها.

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

لا سؤال اليوم لأن الطفل نااااام مستمتع بالإجازة.. أحبكم وألقاكم على خير..
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..