في بداية التسعينيات الميلادية كنت أسير في منطقة ميدافيل اللندنية، لا أعلم حالها الآن لكنها كانت منطقة أنيقة جدًّا، وآمل أن تكون باقية على ما شاهدتها عليه، كنت ماشيًا في الطريق عندما شاهدت رجلاً عربيًّا في الخمسينيات من عمره، يمشي وبصحبته كلب أبيض صغير، كنت ذاهبًا لأصدقائي..
جلست معهم عدة ساعات.. لعبنا كيرم وبلوت وتحدثنا في كل شيء وعن أي شيء، تكررت تلك الزيارات عشرات المرات وكثيرًا ما شاهدت ذلك الرجل العربي مع كلبه الصغير إذا ما مررت بالتوقيت نفسه من كل يوم، كنت أقول في نفسي إذا ما شاهدته وهو يمشي أو يهرول مع كلبه "والله فاضي!"، ثم أذهب لأصدقائي لنلعب الكيرم والبلوت ونتحدث في كل شيء وعن أي شيء.
شاءت الأقدار بعد سنوات قليلة أن أعرف هذا الرجل الخمسيني، كان أديبًا وكاتبًا وإعلاميًّا فذًّا، وشاءت الأقدار أيضًا أن ألتقيه ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، كان أنيقًا ومنظمًا ومبتسمًا ومهنيًّا لدرجة الإعجاب.
بعد توطد العلاقة بيننا قال لي يا أحمد أنت مثل ابني.. هل نظرت إلى عينيك.. يكسوهما الاحمرار من قلة النوم وطول السهر.. لمن أعطيت وقتك؟ ألم يكن الأجدر بك أن تعطيه لنفسك.. لعقلك وصحتك؟ قد يبدو كلامي عندك لا قيمة كبيرة له لكنك ستعرف قيمته بعد سنوات.. أخشى أن تعرف قيمته متأخرًا.
بعد ذلك علمت أن الرجل الذي كان يمشي في ميدافيل بصحبة كلبه الصغير كان يمارس الرياضة كل يوم في توقيت معين، وأن نضارة وجهه كانت من أسرار انتظام نومه المسائي، وأن غزارة إنتاجه الأدبي كانت في تنظيم وقته للقراءة والكتابة، وأن مهنيته في العمل كانت في جديته في هذه الحياة.
هذا الرجل اختار أسلوب حياته ولم يكن ريشة في مهب الريح تأخذها أينما شاءت.
اليوم أعتقد أن الذي لا يختار أسلوب حياته لم يعش حياته، والذي لم يستمتع بها هو إنسان لا يعرف كيف يعيش، وغير القادر على إدارة نفسه لن يستطيع أن يفعل شيئًا مؤثرًا مستمرًا.
لست هنا أتحدث عن أهمية تنظيم الوقت بل أتحدث عن أهمية تنظيم الإنسان للحياة أنت تديرها.. لتستمتع بها.
جلست معهم عدة ساعات.. لعبنا كيرم وبلوت وتحدثنا في كل شيء وعن أي شيء، تكررت تلك الزيارات عشرات المرات وكثيرًا ما شاهدت ذلك الرجل العربي مع كلبه الصغير إذا ما مررت بالتوقيت نفسه من كل يوم، كنت أقول في نفسي إذا ما شاهدته وهو يمشي أو يهرول مع كلبه "والله فاضي!"، ثم أذهب لأصدقائي لنلعب الكيرم والبلوت ونتحدث في كل شيء وعن أي شيء.
شاءت الأقدار بعد سنوات قليلة أن أعرف هذا الرجل الخمسيني، كان أديبًا وكاتبًا وإعلاميًّا فذًّا، وشاءت الأقدار أيضًا أن ألتقيه ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، كان أنيقًا ومنظمًا ومبتسمًا ومهنيًّا لدرجة الإعجاب.
بعد توطد العلاقة بيننا قال لي يا أحمد أنت مثل ابني.. هل نظرت إلى عينيك.. يكسوهما الاحمرار من قلة النوم وطول السهر.. لمن أعطيت وقتك؟ ألم يكن الأجدر بك أن تعطيه لنفسك.. لعقلك وصحتك؟ قد يبدو كلامي عندك لا قيمة كبيرة له لكنك ستعرف قيمته بعد سنوات.. أخشى أن تعرف قيمته متأخرًا.
بعد ذلك علمت أن الرجل الذي كان يمشي في ميدافيل بصحبة كلبه الصغير كان يمارس الرياضة كل يوم في توقيت معين، وأن نضارة وجهه كانت من أسرار انتظام نومه المسائي، وأن غزارة إنتاجه الأدبي كانت في تنظيم وقته للقراءة والكتابة، وأن مهنيته في العمل كانت في جديته في هذه الحياة.
هذا الرجل اختار أسلوب حياته ولم يكن ريشة في مهب الريح تأخذها أينما شاءت.
اليوم أعتقد أن الذي لا يختار أسلوب حياته لم يعش حياته، والذي لم يستمتع بها هو إنسان لا يعرف كيف يعيش، وغير القادر على إدارة نفسه لن يستطيع أن يفعل شيئًا مؤثرًا مستمرًا.
لست هنا أتحدث عن أهمية تنظيم الوقت بل أتحدث عن أهمية تنظيم الإنسان للحياة أنت تديرها.. لتستمتع بها.