|


أحمد الحامد⁩
اختلاف
2018-07-31
تعودت استضافة النجوم في الأغنية والشعر والتمثيل والرياضة وبعض المجالات الأخرى، وتعودت أيضاً أن أتلقى ردوداً من المستمعين وحالياً من المشاهدين أيضاً حول نوعية الضيوف واختلافهم حولهم، وهذا يفسر أن الأذواق مختلفة وإرضاء جميع الناس غاية فعلاً لا تدرك.

في برنامج "تالي الليل" استضفت الشاعرة نجاح المساعيد، بعد ذلك التقيت أحد المشاهدين الذي قال لي: لماذا استضفت نجاح.. ألم تجد غيرها؟

بالأمس التقيت صدفة في أحد المقاهي أحد المشاهدين، قال لي تماماً: أفضل حلقة كانت حلقة نجاح المساعيد.. إنها شاعرة حقيقية وإنسانة رائعة، عندما كان يقول لي ذلك كنت أتذكر ملامح وجه المشاهد السابق الذي قال عكس ما يقوله الشخص الذي يتحدث معي الآن.

تكرر هذا الأمر معي كثيراً وكل من يتحدث معي يدافع عن رأيه ويحاول دون دراية منه أن يجعل البرنامج على ذوقه وقناعاته، متناسيًا أذواق وقناعات البقية، وهذا أمر طبيعي لدى عامة الناس في مختلف مجالات الحياة.. حالياً وأنا أحضّر لبرنامج إذاعي قررت أن أقدم ما أحبه أنا أولاً، على الأقل أقدم البرنامج وأنا سعيد ومستمتع وخارج حسابات إرضاء الجميع الذين لن أرضيهم جميعهم.

المستمع والمشاهد أذواقهما مختلفة، وما تعتقده أنت يختلف عليه آخر، هكذا أيضًا استطاع الجميع أن يحيا في هذه الحياة لأن لكل منهم محبيه، وهكذا أيضاً ظهرت الفرص لكل منتج جديد يجد من يرغب فيه؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب أن يجرب وأن يكتشف ولأنه غالباً ملول.

في الفترة الماضية امتنعت عن إرضاء صديق تعودت إرضاءه لسنوات طويلة، رغم صبري وتحملي، وفي أول امتناع مني عن إرضائه.. زعل!

اكتشفت بعدها مباشرة أن شخصاً آخر أعجب بما فعلته وأصبح يقدم لي باقات المحبة! إرضاؤك لشخص قد يكون على حساب شخص آخر، والآخر هذا قد يكون أنت أحياناً، اجتمعت مع فريق الإعداد للبرنامج واخترت فقرات البرنامج التي أحبها أنا وأستطيع معايشتها، على الأقل أرضي نفسي به، يا رب أقدم برنامجًا وأعجبني فيه!