|


بدر السعيد
استعراض عضلات
2018-08-04
منذ أن انقضى مونديال روسيا 2018 وبوصلة الاهتمام الجماهيري والإعلامي المحلي تتجه بكل مقدراتها وتركيزها، نحو تحضيرات أنديتنا للموسم القادم.. صاحبها كل ما تشاهدونه من طرح إعلامي وجماهيري وصل لدرجة التضخم في شكله ومضمونه..!!

ما يحصل هو مشهد متكرر يسبق انطلاقة كل موسم.. صراع جماهيري إعلامي واسع.. استقطابات لافتة.. شعارات رنانة.. استعادة ذكريات بنكهة التحدي.. تفاخر بصفقات حاصلة أو منتظرة.. مشهد يزداد اتساعاً في نطاقه ومشاركيه بتناسب طردي ملحوظ مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي، و"تويتر" على وجه التحديد الذي بات أقوى منصات إطلاق التحديات بين جماهير الفرق.. لا يبدو المشهد خارجًا عن المألوف أو المتوقع؛ فما نملكه من شعبية طاغية لكرة القدم في مجالسنا وملاعبنا وإعلامنا ومدرجاتنا يجعلنا نتوقع ما يحصل، خصوصًا والكرة في بلادنا تمر بمرحلة متسارعة التغيير.. مرحلة لم يسبق أن مرت على رياضتنا مطلقاً، سواء في كمية المبالغ المصروفة والمخصصة لها، أو الكيفية التي تدار فيها الصفقات والتعاقدات..

سينطلق الموسم ـ بمشيئة الله ـ وستحتدم منافساته ثم ستقترب من الحسم.. وستحسم لا محالة.. حينها عليكم فقط أن تتذكروا وتسترجعوا كل ذلك السيل من الطرح والتحدي والتباهي بهذه الصفقة أو تلك.. حينها سيتضح للجميع مدى ثقة وصدق حدس جماهير وإعلام الأندية.. وستكون المرآة قد أثبتت صدق أولئك واستعجال غيرهم أو مبالغتهم في التمني وإفراطهم في الثقة..!

أيام قليلة تفصلنا عن بدء منافسات موسم كروي غير مسبوق من حيث التحضيرات والاستقطابات.. ومن هنا حتى ذلك الحين سأستمر في إعادة السؤال على نفسي: هل سيكون الموسم انعكاساً واقعيًّا يماثل هذا الاهتمام والوعيد الإعلامي والجماهيري.. أم أن كل ما يحصل حالياً ليس سوى مشهد لاستعراض عضلات "منفوخة" لا تصلح للمنازلة، إذ إنها مجرد مظهر خارجي لا أكثر..!

يبدو والعلم عند الله أن الفيصل في محصلة الموسم لن يكون في أصحاب الحضور الوهاج، بل لمن يحسن إدارة القطع على رقعة شطرنجية بالغة الدقة والمفاجآت..!!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..