|


فهد الروقي
«قطر ليست منا»
2018-08-08
رغم العداء الراسخ رسوخ الرواسي بين العرب والفرس منذ فجر التاريخ مروراً بـ “ذي قار” إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ورغم الخلافات السياسية مع إيران والتي تتأزم تارة وتخف تارة أخرى، إلا أنها لم تمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج حتى وهي تحاول عبثاً تدويله.

عكس ذلك تماما ما فعلته “حكومة الحمدين” المغلوبة على أمرها التي لم تتجاوز الخصومة السياسية معها لسنة وقليل من الأشهر حتى “فجرت” في الخصومة وخرجت بمحض إرادتها من عمقها الإستراتيجي الديني والمذهبي والعرقي، وحتى أنها خالفت القيم والمبادئ فباتت ضد السعودية في كل شيء وتقحم نفسها في كل أمر لا يردعها في ذلك دين ولا عروبة ولا خلق.

في العام الماضي عقّدت قطر الذهاب للحج وادعت زوراً وبهتاناً أن هناك مضايقات للحجاج القطريين، وأن عملتها غير مسموح بتداولها في المشاعر المقدسة وفي كل المدن السعودية، وهذا ما ثبت بطلانه صوتاً وصورة وعلى لسان الحجاج القطريين أنفسهم والذين أشادوا بالخدمات المقدمة للحجيج عامة ولهم بشكل خاص، خاصة وأنهم كانوا تحت ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ولكن قول الحق أغضب الحكومة القطرية فقامت بمضايقة وسجن غالب من أشاد.

هذا العام وقعت “في المحظور” ومنعت شعيرة من شعائر الله والركن الخامس من أركان الإسلام وباتت تفتش كل مسافر قطري للتأكد من عدم حمله لإحرامات الحج خاصة المسافرين للكويت تحديداً، وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يُمنع فيها قاصدو بيت الله الحرام من أداء فريضتهم، بل إن “كفار قريش” لم يفعلوها وهم كفار.

خلال الأزمة الحالية وفي عام ونيّف حكومة قطر ترسل رسائل للمسلمين والعرب وليس للسعودية تقول فيها “لست منكم ولا معكم”، وخلال المقاطعة لم تتعرض السعودية حكومة وشعباً ولا على مستوى وسائل الإعلام إلى الشأن القطري وخصومتها أو تقاربها حتى مع “إسرائيل” إلا في حالات إعلامية لتوضيح الصورة والرد على الادعاءات الظالمة، في المقابل لم تترك الحكومة القطرية باباً للفرقة إلا وطرقته مجندة معها “مرتزقة” من أطياف متباينة، ولعل آخر الشواهد “الموقف العظيم” الذي اتخذته حكومة السعودية بعد التدخل السافر للحكومة الكندية في الشأن الداخلي، وهو الموقف الذي لقي تأييداً “خليجياً” إلا قطر و”عربياً” إلا قطر و”إسلامياً” إلا قطر و”عالمياً” إلا قطر.

الهاء الرابعة
‏تخيّل أحوال البشر ساعة العرض
‏كـــم ناس تبغى العافيه ما لقتها
‏قبل تعمّر بيتك اللي على الأرض
‏فكــر تعمّــر بيـتك اللي تحتـها