|


د. حافظ المدلج
أشرف استضافة
2018-08-18
نفتخر في وطن الحزم والعزم بنعم كثيرة منحها الله لنا وميزنا بها عن كثير من خلقه، ففي هذا السباق المدني والحضاري بين الشعوب تتسابق دول العالم على استضافة الأحداث والمحافل الدولية لتظهر للعالم قدرتها على التنظيم والاحترافية، ونحن أسعد شعوب الأرض لأن الله سبحانه وتعالى حبانا بأكبر نعمة على أطهر بقعة لنفخر كل عام بتنظيم "أشرف استضافة".

في المجال الرياضي تتنافس الدول على استضافة البطولات الإقليمية والعالمية التي تنظمها معظم دول العالم بمختلف الألعاب، وعلى الصعيد الاقتصادي تتسابق الحكومات لتنظيم المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية التي تعزز من مكانتها أمام العالم، وفي الجانب السياسي تستعرض القوى العظمى عضلاتها لبناء التكتلات بتأكيد الثقل السياسي الذي يسعى للسيطرة على القرار العالمي، لكن المملكة العربية السعودية تنفرد عن العالم في "أشرف استضافة".

أكثر من مليوني حاج قادمين من أكثر من مئة دولة حول العالم يصلون لمنطقة محدودة جغرافياً ويتنقلون بين المشاعر في وقت محدد لا يقبل التأخير بشكل يتطلب أعلى درجات التنظيم وإدارة الحشود، ويقيني لا حدود له بأنه لا توجد أي استضافة رياضية أو اقتصادية أو سياسية أو غيرها تجمع هذا الكم الهائل من البشر وتوفر لهم أعلى درجات الأمن والراحة والطمأنينة، كل ذلك تقدمه بلادي بفخر واعتزاز مع مضاعفة الجهد والإنفاق عاماً بعد عام من أجل تقديم خدمات متطوّرة تليق بضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق لتأدية فريضة الحج وإكمال الركن الخامس من أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً، ففي هذه الأيام تتوحد الجهود وتتعاون جميع قطاعات الدولة من أجل إتمام عناصر نجاح "أشرف استضافة".

تغريدة tweet:
في وطني الحبيب اختار الملك أشرف الألقاب "خادم الحرمين الشريفين"، وكأنه يضع خدمة ضيوف الرحمن في أعلى قائمة أولوياته ومشاغله التي لا تنتهي وهو يقود العالمين الإسلامي والعربي بكل حزم وعزم واقتدار، وفي ذلك رسالة واضحة للعالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية ستواصل تقديم خدماتها المميزة لحجاج بيت الله الحرام وستبذل الغالي والنفيس لتسهيل أداء هذه الفريضة من خلال عمل جبّار يشهد به القاصي والداني ويعترف به البعيد والقريب مؤكدين أن الحكومة السعودية وشعبها الكريم خير من يستضيف ضيوف الرحمن ويتشرف بخدمتهم ويسعى لراحتهم، وعلى منصات الخير نلتقي،،