|


طلال الحمود
السوبر المحجوب
2018-08-18
شهدت العاصمة البريطانية لندن للمرة الثالثة مباراة كأس السوبر السعودية وسط اهتمام "محلي" متوقَّع، وغياب دولي لافت عن هذه المناسبة، التي تمثِّل خير دعاية لموسم كرة القدم الجديد. وعلى الرغم من أن المباراة أقيمت في مهد اللعبة، وتحت أضواء ملاعب إنجلترا الكفيلة بجلب الاهتمام نحو المنافسات التي تقام على أرضها، إلا أن هذا لم يحدث، وبقي الاهتمام كما لو كانت المباراة تقام في أبها، أو تبوك، بعدما اقتصرت التغطية على الإعلام المحلي!

هناك مَن يسمع عن "التشفير"، و"الاحتكار"، و"النقل الحصري" دون معرفةٍ للاستخدامات، أو القيود، حتى أصبحت منافسات كرة القدم السعودية مغلقة ومحظورة على وسائل الإعلام في الخارج، خوفًا من تسرُّب هذا الذهب، أو ضياعه، وكثيرًا ما تحتاج الرياضة السعودية إلى إظهار تفوقها أمام العالم، لكنها تجد مَن يوصد الباب أمام ظهور تطورها بحجة الحقوق والتشفير والعبارات غير المفهومة من القائل والمستمع على حد سواء!.

لا يجد الشارع الرياضي مبررًا لإقامة مباراة السوبر في لندن إلا لزيادة الاهتمام بكرة القدم السعودية في الخارج، لكن عندما يُبرم الاتحاد السعودي عقودًا تحظر توزيع "دقيقة" من المباراة على وكالات التلفزيون العالمية، أو تحظر استخدام هذه الدقيقة في الدخول الإخباري، أو في تبادل المواد الرياضية ضمن اتحاد إذاعات الدول العربية، فالأجدر أن تقام مباراة السوبر في أقرب ملعب لمقر الاتحاد السعودي، لأن الاهتمام سيبقى ضمن حيز المحلية!

كان من الأجدى أن يتم بث هذه المباراة كاملة عبر اتحاد إذاعات الدول العربية دون مقابل، لأن أكثر من 60 قناة حكومية وتجارية ستبث هذه المباراة، فضلًا عن توزيع دقائق الاستخدام الإخباري على وكالات التلفزيون العالمية، ما يعني الاستفادة من هذه المناسبة في إظهار الصورة المتطورة لكرة القدم السعودية، وما يقال عن السوبر ينطبق على مباراة نهائي كأس الملك التي باتت محجوبة عن العالم بأمر مَن لا يؤمن بأن لكرة القدم أهدافًا تتخطى الحصول على المال!

مَن يشكِّك في أهمية انتشار المنافسات السعودية عليه أن يرى ماذا تفعل بعض البلدان المجاورة من أجل ترويج سمعتها، وغالبًا ما نشاهد الوكالات العالمية مثل "رويترز"، أو "sntv" تبث لقطات من مباريات محلية لا قيمة لها إلا في نظر منظميها الذين يعرفون أهمية الانتشار لترويج جوانب، تُظهر تطور بلدانهم، خاصة في غياب البطولات الجماهيرية مثل الدوري السعودي المحجوب عن العالم بطريقة تعكس قصورًا في التفكير لا أكثر.