|


فهد عافت
درس المونديال الأسوأ والأسود!
2018-08-18
ـ الدرس الذي يمكن لي الحديث عنه في المونديال الأخير، هو صعوبة أن يثمر الفشل أخلاقًا طيّبة!.

ـ الفشل يسبب الأمراض النفسية، ويؤدي إلى الاحتقان. يكاد يكون محالًا اجتماع فشل ومحبة!.

ـ قد ينكر عليّ البعض ما أقول، هذا من حقّه، لكني أظن أن كثيرين يتفقون معي، على الأقل في أنفسهم ودون حاجة لتصريح أو مزايدة. ولتصفية المجال أؤكد أن هذه كانت حالتي الشخصية على الأقل: بدأت وأنا أشجع كل المنتخبات العربية، ومع أول هزيمة لمنتخبنا، وقد كانت هزيمة ساحقة وفشلًا مؤكّدًا، انقلبت الحال!.

ـ وربما لخجلي من نفسي صرت في صراع، أو شبه صراع مع هذه النفس، أريد للمنتخبات العربية أن تخسر كما خسرنا!.

ـ ألوم نفسي وأتراجع وأحرّضها على الحب، لكني في الحقيقة كنت أبتهج، وأسعد من الداخل، بعد كل خسارة لأي منتخب عربي!.

ـ الفشل ينتج الكُرْه والرغبة في التشفّي!.

ـ والكُرْهُ إما غباء أو أنه ينتجه!.

ـ يصبح الكاره غبيًّا، لا يُحسن شيئًا!، وما أن تقام حفلة زواج الكُرْهُ بالغباء، حتى يُولَد التشكك!.

ـ كل كلمة سيّئة يحسبها الإنسان الفاشل عليه، غمزة أو لمزة!. وكل كلمة ليست سيئة تصير سيئة!.

ـ نعم بعد مباراة روسيا صرت كلما قال معلّق "لنلعب بدون عقدة نقص"، اعتبرتها اتهامًا لنا بعقدة النقص!.

ـ الفاشل يمنح أعداءه فرصة للتهكّم، فيكرههم أكثر ويُعاديهم أكثر!. ولأنهم يتمادون ولأنه غاضب، تصبح إمكانية المصالحة أصعب!. وحتى فما لو تمّت يظل نسيان ما حدث صعبًا!.

ـ وأنت كلما كَرِهتَ أكثر، احتجت لمشاعر تأخذها من محبتك لمن تحب!.