|


بدر السعيد
مؤشر الأسياد..
2018-08-26
كنت قد تطرقت في مقال سابق في يوليو الماضي لمشاركاتنا على مستوى دورات الألعاب الآسيوية أو ما يعرف بـ “أسياد آسيا”.. عنونته بـ “ماذا بعد السابع عشر” في إشارة إلى ترتيبنا المتواضع بعد المشاركة في أسياد 2014 في إنشون الكورية.. تناولت خلاله واقعنا بـ “الأرقام” في مشاركاتنا على مستوى القارة.. وقد أدركت من خلال ردود أفعال بعضهم تجاه المقال ما نعانيه من صعوبة في قبول واقع نتائجنا..!

واليوم وبعد انطلاق منافسات أسياد آسيا 2018 بجاكرتا نقف مجددًا أمام مشهدنا الواقعي.. مشهدنا الذي سيصف بدقة أين نحن..؟ وكيف كان استعدادنا..؟ فقائمة الميداليات في نهاية الدورة هي المؤشر “الحقيقي” الذي سيجيب عن هذين السؤالين عدا ذلك فإنه لن يخرج عن كونه كلامًا إنشائيًا عاطفيًا لا يمكن أن يكون خطابًا للعقول إطلاقًا..!

وبعد أيام على انطلاق المحفل الآسيوي بدأت أولى تباشير الفرح بحصول بطلنا الحربي على برونزية الرماية.. تلاه نجاح منتخب القدم في الوصول إلى دور ربع النهائي.. وفي اليوم الذي يليه يضيف الحمدي برونزية الكاراتيه.. وهي إنجازات لا يمكن أن نصادرها أو نقلل منها بالطبع بل صفقنا لها وسنصفق لكل من يحقق.. لكن تصفيقنا هنا يجب أن يقف عند حدود البطل فلا نعممه على نجاح المشاركة بوجه عام، إذ إن التقييم العام يبدأ مع آخر تتويج في الدورة.

أتابع ردود الأفعال تجاه نتائج الحربي ومنتخب القدم والحمدي فأتعجب، حيث نقف أمام صوتين أحدهما يبالغ في وصف ما تحقق لدرجة تعتقد معها أننا بالفعل أسياد لآسيا..! وبعضهم الآخر لا يعجبه أي إنجاز يتحقق وليس لديه أي استعداد أن يصفق أو يبارك بعد أن تمكنت منه “الحلطمة”.. أفلا نجد لأنفسنا موقفًا بين هذين الصوتين.. موقفًا يسمح لنا بالتصفيق للبطل وانتقاد المخفق..!

من حق رياضتنا علينا أن نكون صادقين في تقييم ونقد واقعها بالقدر ذاته من اندفاعنا وحماسنا ودعمنا لمنجزاتها دون إسراف في تلميع المنجز ودون تقليل من قيمته.. سأبارك بتحقيق الميداليتين.. سأبارك بتأهل أخضر القدم لدور الثمانية.. لكني لا يمكن في المقابل أن أتجاوز إخفاقات البقية.. ومن هنا حتى تنتهي الدورة سنكون من الداعمين المصفقين لكل بطل يرفع حصيلة المنجزات في مؤشر الأسياد الذي لا يجامل ولا يكذب..!

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..