|


أحمد الحامد⁩
والت ديزني.. موهبة طفل كأطفالنا
2018-08-26
ولد والت ديزني صانع المرح في عام 1901 لأسرة أقرب للفقر، وعاش طفولته في بيئة تملؤها الحيوانات الصغيرة وفي مكان كثيف الأشجار، هذه لقطة أولى لما سيكون عليه فيلم حياة والت ديزني، وعندما باع والده المزرعة لعدم وجود المال الكافي باع والده أيضًا المهر الصغير الذي روضّه والت وأصبح صديقه.. يقول والت إن المهر عندما أخذه المشتري الجديد أصدر صهيلاً وهو ينظر نحوي.. وبكيت كثيرًا.

لم ينسَ كيف غضب والداه عندما وجدا قطرانا أسود كالدهان فغمس عصاه ورسم عدة أشكال لشخصيات وحيوانات ولكن على جدار البيت، وما زال يذكر دوره مع الفرقة الجوالة التي قبلت أن يؤدي دور بيتر الصبي الذي لا يكبر.

وعندما كان والت في الصف الابتدائي أمسك بفأر حقل وصنع له لجامًا مناسبًا، ودخل الفصل ممسكًا بفأره واللجام بيده.. صرخ أحد زملائه خائفًا وقام المعلم بمعاقبته، حينها لم يكن المعلم يعلم بأنه يعاقب الطفل الذي سيملأ الدنيا مرحًا، وأن الفأر الذي بيد والت سيصبح "ميكي ماوس".

هذه بعض المشاهد من بيئة والت ديزني التي ستصنع مستقبله، والت كان رسامًا وموهوبًا كممثل، ورغم ذلك وصفه أحد المعلمين بأنه ثاني أغبى طالب في الفصل، حينها لم يكن والت غبيًا بل كان دائمًا يفكر كيف يجعل من زملائه في الفصل يضحكون.. وكانوا يضحكون، كما أنه كان يأتي إلى المدرسة متعبًا لأنه يعمل في توزيع الجرائد على البيوت منذ الفجر، ثاني أغبى طالب في الفصل حسب رأي المدرس كان أكبر من أن يتفهمه مدرس يصف أحد طلابه بهذا الوصف.

لا أريد أن أتحدث عن مسيرة والت ديزني، لكنني أردت أن أنقل بعض المشاهد من طفولته.. هكذا كان وهكذا بدأ، لكن بين البداية والوصول للنجاح طريق طويل تملؤه الكثير من المعوقات والكثير من الحظ إذا ما كان المرء مستعدًا لالتقاطه، وحتى يسترجع كل قارئ لم يؤمن بموهبته أو لم يشجعه الآخرون وتأثر بإحباطاتهم، إن كل ما كنت تحبه وتحب أن تفعله وأنت صغير لم يكن إلا بذرة لشجرة كبيرة بعضنا سقاها وبعضنا شاءت الظروف أن يهجرها فعطشت ويبست.

تصرفات الأطفال تتحدث كثيرًا عنهم وهم كبار، هم دائمًا يولدون مع مواهبهم التي تحتاج إلى رعايتنا وتشجيعنا، اهتمامنا بمواهبهم هو حظهم الجيد وكلنا نتمنى أن نكون حظًا جيدًا لمن نحبهم.