|


فهد عافت
الفضول والتفضيل!
2018-08-27
ـ غالبًا ما أتورّط بمشاعري تجاه من يسألني عن "أفضل" كتاب قرأته، ما هي "أفضل" رواية في نظرك؟!، أي كتاب في النقد تعتبره "الأفضل"؟!، من هو "أفضل" شاعر، وما هو "أفضل" دواوينه؟!، طيّب.. ما هي "أفضل" قصيدة له؟!.

ـ تختلط المشاعر، لأنّني أتفهّم بامتنان شديد، وبمحبة، هذه الثقة الكبيرة، التي يُكرمني بها السائل، لكنني ما أنْ أقلب الوجه الآخَر للعُملة، وهو أمر لا أقدر على غير فعله للأسف!، حتى يختفي نقش الصورة المأمون ويظهر نقش الكتابة الشكّاك!. لا أكاد أقرأ في هذا الوجه غير: هذا سؤال مَن يريد أنْ يرتاح قبل أنْ يتعب!.

ـ عادةً لا أردّ على مثل هذه الأسئلة. حكاية "الأفضلية" بالذات صعبة وربما مستحيلة، وهي حتى حين لا تكون كذلك فإنها تكون خاطئة!. تكون قاصرة لدرجة الخطأ الحتمي والمؤكد.

ـ الأفضلية نسبيّة دائمًا، وحسّ شخصي على طول الخطّ، ليست مُطْلَقَة أبدًا. التقييم حق والتعميم باطل!. لا يجتمعان: عدل وظُلْم!.

ـ جزء أصيل في القراءة، ومهم في أساسياتها، ومنبع متعة ولذة وطمأنينة ومرح، أنْ يعرف القارئ بنفسه ما هو الكتاب "الأفضل"، وأنْ يُرتّب بيديّ ذائقته مكتبة الأفضلية هذه، لا أن يشتريها من السوق قطعة ديكور ثابتة!.

ـ عندما أشتري أو أقرأ كتابًا، ثم لا يكون جيّدًا، لا أستاء، لا أتذكّر أنني ندمت على دفع وقت أو مبلغ مقابل كتاب!.

ـ الكُتُب عندي مثل الورود، لا ورود سيئة المنظر، والقراءة تقطير عطر، فإن لم أفلح بتقطير جيّد، أكتفي بلحظات السعادة التي رُزقتها قبل هذه الخيبة!.