|


طلال الحمود
مقالب موسمية
2018-09-01
انطلقت منافسات الدوري السعودي على خلفية عاصفة من التعاقدات التي أبرمتها الأندية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، هذه الصفقات قادت إدارات الأندية الصاعدة لرفع سقف الطموحات، وترقية الأهداف من البقاء في دوري الأضواء إلى الفوز ببطولة الدوري أو حتى دوري أبطال آسيا، خاصة أن قوائم الأندية الكبيرة والصغيرة تضم لاعبين أجانب نالوا مئات الملايين من أجل تغيير لون الأحلام من الرمادي إلى الوردي.
ولأن حساب الحقل أحيانا يخالف حسابات البيدر، جاءت الجولة الافتتاحية من الدوري السعودي دليلا على أن الأسماء لا تعني بالضرورة تحقيق أقصى استفادة من التعاقدات، خاصة بعد المستوى المتواضع لكثير من اللاعبين الجدد وفي مقدمتهم “طقم” الاتحاد!.
من المبكر الحكم على اللاعبين الذين ظهروا في الجولة الأولى، لكن المناسبة أعطت مؤشراً على أن سباق التعبئة بين الأندية جلب معه الغث والسمين، ولعل الجولات المقبلة ستكشف أن الاتحاد ليس المتضرر الأكبر من حملات التعاقدات، لأن لقطات الـ”يوتيوب” استخدمت لتسويق اللاعبين بصفة عامة، لدرجة أن الجميع يمتلك أهدافاً “خرافية” ومراوغات لا نظير لها إلا في عالم البلاستيشن!.
رئيس نادي الاتحاد نواف المقيرن بدا متصالحاً مع نفسه، حين أعلن لجماهير ناديه، أن هناك جولة انتقالات شتوية، في إشارة إلى أن بعض التعاقدات كانت مخيّبة لطموحاته، وهذه شجاعة لن يظهرها بعض رؤساء الأندية الذين سيقاتلون من أجل إثبات صحة تعاقداتهم حتى لو كان هذا على حساب الفريق ومصلحته.
حدثت أخطاء في تعاقدات بعض الأندية ومنها الاتحاد الذي توجه إلى البرازيل برغم التجارب محدودة النجاح في تاريخ النادي مع راقصي السامبا، إذ لا يذكر أنصار العميد أكثر من سيرجيو وتشيكو، بينما تحفل سجلات النادي بعشرات اللاعبين العرب أصحاب الإنجازات المهمة.
لم يهتم الاتحاديون بسوق اللاعبين العرب، مع أن بيئة النادي وعلاقة اللاعبين بالجماهير تجعل المحترف العربي ينسجم سريعاً ويؤدي بأقصى ما لديه، فضلاً عن سهولة اختيار اللاعب ومعرفة تفاصيل قدراته دون الحاجة إلى الاستعانة بالـ”يوتيوب”.
ما زال الموسم في بدايته، وغالباً ستشاهد الجماهير نجوماً على قدر كبير من المهارة، مثلما ستشاهد مقالب موسمية، ما يجعلنا نتكهن بسوق انتقالات شتوي أسخن من نظيره الصيفي، لأن كثيراً من الأندية ستكتشف أنها تلقت دروساً قاسية بفاتورة باهظة الثمن.