|


فهد عافت
مضامير!
2018-09-08
ـ الشعر يكسب الرواية، ويتقدّم عليها بسهولة، فيما لو كان مضمار القراءة قصيرًا فقط!، فيما لو كان التنافس بينهما شبيهًا بسباقات المئة متر!، يبدو الشعر فتيًّا ورشيقًا، وعظيم المهارة لدرجة تسمح له برقصات فاتنة ومع ذلك سيصل أولًا خطّ النهاية!.
ـ الرواية بطلة المسافات الطويلة!. فيما لو كان مضمار القراءة طويلًا، شبيهًا بسباقات الخمسة آلاف متر، أو أكثر، فالنتيجة لن تكون في صالح الشعر، وستكسب الرواية الجولة كل مرّة!.
ـ هُمَا على أية حال ليسا في عداء، ولا خصومة بينهما!. قارئ الشعر، غالبًا، يحفظ منه ما يصلح للرواية!، و جزء كبير مما يسكن ذاكرة قارئ الرواية هو تلك الجمل الأقرب إلى الشعر على أَلْسنَة شخصياتها!.
ـ لكن، وعلى المدى البعيد، فإنّ ما تُبقيه الرواية في قارئها، وما تُغيّره فيه، يكون أكبر وأهم بكثير مما يمكن للقصائد فعله!.
ـ يمكن لنا بسهولة تذكّر أسماء كثيرة من معارفنا وأصحابنا، ممن يُعتَبَرون قرّاء شعر، يقرأونه أو يطربون لسماعه، يحفظون منه الكثير، ويتتبعون أخباره، يفعلون ذلك على مدى طويل، وبالرغم من ذلك يظلّون هُم.. هُم، لا يتغيّر فيهم شيء، لا طَبْع ولا رؤية!.
ـ في المقابل، وبالنسبة لي على الأقل، يصعب جدًا، تذكّر اسم واحد ممّن شغفهم حب الروايات، وداوموا على قراءتها، زمنًا طويلًا، ثم لم يتغيّر فيهم شيء، في الطَّبْع إلى الأفضل، وفي رؤية الأمور إلى الأوسع والأكثر سماحة!.
ـ الذين يحبون الروايات يحبون تغيير طريقتهم في الحب إلى الأجمل!. الذين يحبون الشعر يحبون تغيير حبيباتهم بمن هنّ أجمل!.